السؤال
كثيرا عند ما أسمع عن استلام السياسيين، والمغنيين، والفنانيين، وغيرهم أجورهم الباهظة والملايين. أقول في نفسي: لو أن لدي هذه الملايين لأنفقتها في أعمال الخير. فماذا أعمل لكي يكون لدي من الحسنات كأمثال الجبال مثل من ينفق هذه الملايين في أعمال الخير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نزف إليك البشرى في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر: رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهما في الأجر سواء.. الحديث. أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه.
فإذا كانت نيتك صادقة في إنفاق مثل هذه الأموال في سبيل الله لو كانت لك، فإن لك أجرها إن شاء الله.
وأبواب الخير كثيرة، وهناك أعمال لها ثواب عظيم ولا تتطلب مالا كثيرا، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون، إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة وفي بضع -الجماع أو الفرج- أحدكم صدقة. قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا. الدثور: الغنى والمال الكثير.
ففي هذا الحديث أمثلة متعددة لأعمال الخير، وفيه أيضا بيان أن النية تحول الأعمال المباحة إلى طاعة وقربة لله تعالى. فالنية أمرها عظيم، ورب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
وانظر الفتوى رقم: 93234.
والله أعلم.