السؤال
ما حكم من أتى المدينة بحجة الصلاة في المسجد النبوي، وفي قلبه الوقوف على - زيارة - قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ما حكم من أتى المدينة بحجة الصلاة في المسجد النبوي، وفي قلبه الوقوف على - زيارة - قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن كان قريبا من المدينة، ويمكنه إتيانها بدون سفر، فلا حرج عليه في قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان ذلك على و جه الاستقلال.
أما من يسافر إلى المدينة، فإن قصد إتيان المسجد النبوي للصلاة فيه كما يظهر من السؤال فلا يضره محبة زيارة القبر تبعا.
أما إن تمحضت نيته لزيارة القبر فقط، فهذا غير مشروع عند أكثر العلماء، إلا أنه يبعد وقوعه ممن يعلم فضل الصلاة في المسجد النبوي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والعالم بالشريعة لا يقع في هذا، فإنه يعلم أن الرسول قد استحب السفر إلى مسجده والصلاة فيه، وهو يسافر إلى مسجده فكيف لا يقصد السفر إليه؟ فكل من علم ما يفعله باختياره فلا بد أن يقصده، وإنما ينتفي القصد مع الجهل إما مع الجهل بأن السفر إلى مسجده مستحب لكونه مسجده لا لأجل القبر، وإما مع الجهل بأن المسافر إنما يصل إلى مسجده، فأما مع العلم بالأمرين فلا بد أن يقصد السفر إلى مسجده. مجموع الفتاوى. وانظر الفتويين: 54526، 30152.
والله أعلم.