السؤال
أنا شاب تعرفت على فتاة عن طريق الهاتف، تسليت معها وعلقتها بي ووعدتها بالزواج وهي صدقتني، وأنا هدفي كان التسلية وإضاعة الوقت، لكني الآن ندمت ماذا أفعل حتى أكفر عن خطيئتي؟
أنا شاب تعرفت على فتاة عن طريق الهاتف، تسليت معها وعلقتها بي ووعدتها بالزواج وهي صدقتني، وأنا هدفي كان التسلية وإضاعة الوقت، لكني الآن ندمت ماذا أفعل حتى أكفر عن خطيئتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا وكررنا أن مثل هذه العلاقات بين الشباب والفتيات من أفسد الأشياء على دين المرء ودنياه، وأنه يجب قطعها فورا بلا تردد ولا تسويف، فلا تحصل التوبة منها إلا بذلك، وراجع طرفا من هذا في الفتوى رقم: 21582.
وعلى ذلك فالواجب عليك أن تقطع علاقتك بهذه الفتاة فورا، ثم تتوب إلى الله سبحانه توبة صادقة مما كان منك، واعلم أن التوبة الصادقة لها شروط خمسة:
الشرط الأول: الإخلاص فيها، بأن يكون قصد الإنسان بتوبته وجه الله عز وجل ولا يقصد بذلك مراءاة الناس والتقرب إليهم، أو دفع الأذية من السلطان وولي الأمر.
الشرط الثاني: الندم على ما فعل من المعصية لأن شعور الإنسان بالندم هو الذي يدل على أنه صادق في التوبة.
الشرط الثالث: أن يقلع عن الذنب الذي هو فيه وهذا من أهم شروطها.
الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود في المستقبل إلى هذا العمل.
الشرط الخامس: أن تكون توبته في زمن تقبل فيه التوبة، فإن تاب في وقت لا تقبل فيه التوبة لم ينتفع بتوبته وذلك على نوعين:
النوع الأول: باعتبار كل إنسان بمفرده، فلابد أن تكون التوبة قبل حلول الأجل يعني الموت، فإن حل الأجل وبلغت الروح الحلقوم فحينئذ لا تنفع التوبة صاحبها لقول الله سبحانه: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن. {النساء: 18}.
والنوع الثاني: باعتبار العموم لجميع الناس، وذلك إذا طلعت الشمس من مغربها فحينئذ تغلق أبواب التوبة، وراجع ذلك في الفتوى رقم: 5051.
وفي النهاية ننبهك إلى أنه لا حرج عليك في الزواج من هذه الفتاة إن كانت قد وقعت في نفسك وكنت تتوسم فيها الخير والاستقامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم.