السؤال
سؤالي يتمحور حول الرزق الحلال والحرام.
شخص عمل بالمهجر ـ في فرنسا ـ لمدة 35 سنة في مصنع للخمور،هل كسبه حلال أم حرام؟ وهل منحة التقاعد التي يتقاضاها اليوم حلال أم حرام؟.
جازاكم الله عنا أحسن الجزاء.
سؤالي يتمحور حول الرزق الحلال والحرام.
شخص عمل بالمهجر ـ في فرنسا ـ لمدة 35 سنة في مصنع للخمور،هل كسبه حلال أم حرام؟ وهل منحة التقاعد التي يتقاضاها اليوم حلال أم حرام؟.
جازاكم الله عنا أحسن الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حرم الله سبحانه الخمر فقال: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون {المائدة:90}.
وغلظ تحريمها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له. رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم وصححه، وصححه الألباني.
والذي يعمل في مصنع الخمور هو عاصر للخمر وعمله من كبائر الذنوب، وكسبه خبيث ومحرم، وتجب عليه التوبة على ما سلف منه من تعاون على الإثم والعدوان.
وإذا كان العمل محرما فمنحة التقاعد كذلك محرمة، فما أعطيت له إلا من أجل عمله المحرم.
وقد سبق بيان هذا وبيان ماذا يفعل صاحب منحة التقاعد الناتجة عن عمل محرم، في الفتاوى التالية أرقامها: 48831، 18727، 71269.
ونذكر هذا الشخص بأن الحلال القليل خير من الحرام ولو كان كثيرا، وأن الكسب الخبيث سبب لفساد الدين والدنيا وشؤم على صاحبه، فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم، وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. رواه مسلم.
والله أعلم.