الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على ثقتك بنا ونرجو أن نكون عند حسن ظنك، ونسأل الله تعالى أن يكسب قلبك نور الإيمان وأن يهديك صراطه المستقيم وأن يوفقك إلى الفقه في الدين.
واعلمي أن أمر أن يكون الإنسان مسلما أو لا يكون مسلما ليس بالأمر الهين بل هو جد خطير، لأنه تتعلق به السعادة الأبدية لمن اتبع نهجه أو الشقاء الأبدي لمن أعرض عنه وكفر بالله تعالى، فقد نسخ الله تعالى بالإسلام سائر الأديان، فبعد مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من الناس دينا غير دين الإسلام.
قال الله سبحانه: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين {آل عمران:85}.
وقال سبحانه: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى*ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى*قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا*قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى {طـه:123-126}.
وكيف يليق بالمسلم أن يعيش جاهلا بدينه بحيث يلتبس عليه الحق والباطل، ولا يكون له من الإسلام إلا اسمه ووسائل العلم متيسرة بين يديه والعلماء متوافرون، فطلب العلم فريضة على كل مسلم، ومن لم يطلب العلم أثم وكان مسئولا بين يدي ربه يوم القيامة.
قال سبحانه: ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون*حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون {النمل:83،84}.
وقال تعالى: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون{النحل:43}.
وروى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم.
ونود أن نحيلك على بعض الفتاوى التي تعرف بالإسلام والتي تبين بطلان ما عليه دين النصرانية المحرفة الآن، فراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 6828 ، 20984 ، 54711، 22354، 29326.
ويجب على المسلم أداء ما افترض عليه من شعائر الإسلام كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك من الفرائض، فكيف يليق بمن ينتمي إلى الإسلام أن يترك الصلاة ويقطع الصلة بينه وبين ربه، فهذا من الخطورة بمكان وهو كبيرة من كبائر الذنوب، قال تعالى: فويل للمصلين*الذين هم عن صلاتهم ساهون {الماعون:4،5}.
وقال سبحانه: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا {مريم:59}.
وكذلك فإن ذهاب المسلم إلى الكنيسة وشهوده ما فيها من منكرات وكفر بالله تعالى أمر خطير وقد يؤدي بصاحبه إلى الكفر، إذ قد يقوده ذلك إلى استحسان ما هم عليه من باطل وكفر أو يمارس شيئا من ذلك معهم عن رضى واختيار وهذا يخرجه عن ملة الإسلام، فالواجب أن ينصح من يفعل ذلك بأسلوب طيب وأن يذكر بالله تعالى وأنه ملاقيه وسوف يحاسبه على أعماله.
فنرجو أن يجعلك الله تعالى فاتحة خير وسبيل هداية لأهلك واستعيني في ذلك بأمك وبالعلماء والمصلحين وأخواتك المؤمنات الصالحات، ونذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله. رواه أحمد والترمذي.
والله أعلم.