0 354

السؤال

تعرفت على شاب منذ سنة وحدث بيني وبينه الآتي: التقينا ذات يوم وقمنا بتقبيل كل واحد منا الآخر في جميع أنحاء جسمه حتى الفرج ،لكن لم يتم إيلاج ذكره في فرجي، مع العلم أني توجهت بعدها إلى طبيبة أخصائية وأثبتت عذريتي. فهل يعتبر هذا السلوك الوقح زنى؟ وبعدها تقدم لخطبتي لكني أصبحت أكرهه ولا أطيق التكلم معه، مع أني أشعر أني أشفق عليه. فماذا أفعل؟ الرجاء الإجابة فأنا على حافة الجنون؟ مع العلم أن والدتي لم ترض به. فهل أبقى معه رغما عني لأني ارتكبت معه ذك الذنب وأشعر أني سوف أدمر حياته إن ابتعدت عنه لأنه يحبني كثيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك التوبة إلى الله جل وعلا مما كان منك من انتهاك حدوده وحرماته بما فعلت مع هذا الرجل, ثم اعلمي أن من تمام التوبة أن تقطعي علاقتك به تماما فلا يراك ولا تريه، واحذري أن يستدرجك الشيطان من جهة الشفقة عليه أو غير ذلك مما يزين الشيطان .

وهذا الفعل لا يعتبر من الزنا الموجب للحد لأن الزنا بهذا المعنى لا بد فيه من إيلاج الذكر كله أو بعضه.

 جاء في حاشية الجمل في تعريف الزنا: فيقال في تعريفه شرعا هو: إيلاج حشفة أو قدرها في فرج محرم لعينه مشتهى طبعا بلا شبهة. انتهى.

ولكن هذا لا يقلل من بشاعة فعلكما، وقد ثبت في بعض الأحاديث تسميته زنا على جهة المجاز , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه . رواه البخاري ومسلم.

قال النووي رحمه الله: معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب. فكل هذا أنواع من الزنا المجازي.انتهى.

وقال ابن بطال رحمه الله :  سمي النظر والنطق زنا لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي, ولذلك قال :والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. انتهى نقلا عن فتح الباري.

أما بخصوص الزواج من هذا الرجل، فما دمت قد أصبحت تكرهينه ولا ترغبين في الارتباط به فإنا ننصحك بالانصراف عنه خصوصا مع ما ذكرت من رفض أمك له, واسألي الله سبحانه أن يمن عليك بزوج صالح يعينك على طاعته .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة