الوساوس التي لم يترتب عليها قول أو عمل لا تضر

0 210

السؤال

المشكلة لا تخصنى، بل تخص أحد أعز أصدقائى الذين تعرفت عليهم من خلال الإيميل، فمشكلة هذا الصاحب أكبر من أى شيء، لأنها تتعلق بأعز ما يملك وهو: عقيدته، وذلك أنه فى مقتبل عمره وفى الرابعة عشر تعرض لوسواس الصلاة والطهارة، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى وسواس العقيدة وأخذ الأمر يستفحل معه إلى أن تركت هذه الوساوس فى قلبه شكوكا كبيرة حول وجود الله وصدق هذا الدين، المهم صاحبنا أخذ يقرأ عن الإسلام جيدا وعما يزيد الإيمان من إعجاز علمى وغير ذلك، وخلاصة الأمر: أنه وصل إلى أن الإسلام هو أحق الأديان بالاتباع لكن هذا مجرد ميل للإسلام وليس إيمانا حقيقيا يزيل الشكوك التى تركتها تلك الوساوس اللعينة، فصاحبنا يسال: هل هو بهذا مسلم تسير عليه أحكام المسلمين والله جل وعلا سيتقبل منه عمله، كما وعد الأعراب الذين لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم، بل أسلموا بألسنتهم فقط، قال جل وعلا: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان فى قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لايلتكم من أعمالم شيئا.
هل هو بهذا الميل للإسلام وبتطبيقه لما أمر به الإسلام مسلم يقبل عمله؟ أم هى الأخرى وهي: أن الله لن يقبل منه عملا وهو ليس بمسلم وقد كتب عليه الضلال؟ فما فهمته أنا من محادثاتى معه أنه لايريد أن يحيد عن الإسلام، لأنه يخشى العذاب الأليم، لكنه فى نفس الوقت معذب، لأن الله لم يقذف فى قلبه الإيمان الحقيقى الذى كان يشعر به قبل تلك الوساوس اللعينة.
أفيدونى أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

   فإن الوساوس بلاء وشر مستطير وهي من كيد الشيطان لإغواء الإنسان، روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

وهذا الحديث يدل على أنه يجب على المسلم مدافعة هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، وإذا قام المسلم بمدافعتها ولم يترتب عليها قول أو عمل فإنها لا تضره، بل كان رفضه لها علامة خير فيه، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان.

 وبما أن هذا الشاب قد ذكر أنه يخشى العذاب وأنه لا يريد الحيدة عن الإسلام، فالظاهر من حاله أنه ما زال على الإيمان ولكنه يظن أن مجرد وجود هذه الوساوس في قلبه يؤثر على إيمانه، فعليه أن يعرض عنها كما ذكرنا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقول آمنت بالله، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم 17066. وأما بالنسبة للوسواس في الطهارة والصلاة، فانظر الفتوى رقم 101633.

  ونوصيه بالحرص على ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن ورقية نفسه بالرقية الشرعية عسى الله تعالى أن يشفيه من هذه الوساوس، ولمعرفة المزيد عن طرق علاج الوسواس القهري يمكن مطالعة الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة