الفرق بين الحب والعشق وحقيقة تعارف الأرواح والفراسة

1 296

السؤال

في ضوء فهم سلفنا الصالح: ما الفرق بين الحب والعشق؟ وهل هناك فعلا ما يعرف بتناسق وتعارف الأرواح؟ بمعنى: أن أعرف ما يريده الشخص مني من غير أن يتكلم، وهل لهذا أهله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحب ضد البغض وهو ميل القلب إلى المحبوب، وهو أقسام: منه المحمود ومنه المذموم، كما أنه مراتب بعضها فوق بعض، وانظر التفصيل في الفتوى رقم : 8663.

أما العشق فهو الإفراط في الحب فهو مرتبة أعلى من الحب، وهو مرض يفسد القلوب، وقد سبق بيانه وكيفية التخلص منه في الفتوى رقم : 9360.

وأما تعارف الأرواح فقد أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. متفق عليه. وقيل في معناه: هو ما يكون من ميل الأخيار إلى الأخيار، والأشرار إلى الأشرار، قال البغوي:  فتأتلف وتختلف على حسب ما جعلت عليه من التشاكل والتناكر في بدء الخلق، فترى البر الخير يحب مثله، والفاجر يألف شكله، وينفر كل عن ضده. شرح السنة ـ للإمام البغوى متنا وشرحا.

وأما معرفة الإنسان لبعض ما يريده الآخر من غير أن يتكلم به، فإن هذا إن كان ممن عرف بالصلاح والاستقامة، فإنه يكون من الفراسة، فقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ: إن في ذلك لآيات للمتوسمين {الحجر:75}. رواه الترمذي والطبراني، وحسنه السخاوي والعجلوني والهيثمي وضعفه الألباني.

وهذه الفراسة تحصل لبعض المؤمنين الذين صفت أرواحهم و رقت قلوبهم، فيتوسمون بعض الأمور بالبصيرة  قال ابن القيم : وسببها: نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل، والحالي والعاطل، والصادق والكاذب. مدارج السالكين -2ـ 484.

وللفائدة انظر الفتوى رقم: 54250.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات