السؤال
1- أنا سيدة عمري 41 سنة، أصوم رمضان ولكن لم أكن أقضي ما علي من صيام طوال عمري 2- عندما كنت أحاول أن أقضي ما علي كنت أعاني من صداع شديد في الرأس إلى درجة أني كنت أحس أنني لا أستطيع أن أحمل رأسي من كثرة الوجع وأعاني من استفراغ شديد أكثر لدرجة كنت أحس معدتي سوف تخرج -استفرغ عصارة المعده الصفراء- وكنت أبقى نائمة طول فترة الصيام، لذلك أصبحت أخاف من أن أقضي. 3- صيام رمضان عادي كنت أتعب أقل بكثير من هذه الأوضاع التي كانت تصيبني وحتى أول يوم ما كنت أعاني كثيرا. 4- أنا لدي أسرة مكونة من 4 أطفال كما أني أعمل ودوامي طويل. فأفيدوني ماذا أعمل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أنه يجب على المرأة أن تقضي الأيام التي تفطرها في رمضان بسبب حيضها أو غيره من الأعذار الشرعية كالمرض والسفر والنفاس، لقول الله تعالى: أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر. {البقرة:184}.
جاء في الموسوعة الفقهية: والإجماع منعقد على منعهما -أي الحائض والنفساء- من الصوم، وعلى وجوب القضاء عليهما. انتهى.
وما دمت قادرة على صيام رمضان -كما ذكرت- فهذا يعني أنك قادرة أيضا على القضاء، ولا يتصور أن تتمكني من الصيام في رمضان ولا تتمكني من القضاء الواجب عليك -مع أن رمضان وقته وقت مضيق فيه فهو شهر واحد، والقضاء وقته موسع فيه فهو أحد عشر شهرا- وكونك تشعرين بالتعب الشديد أثناء الصيام في بعض الأيام لا يعني أنك عاجزة عن القضاء في سائر الأيام، فاتقي الله تعالى واجتهدي في قضاء ما عليك واحذري التهاون والتعلل ببعض الأعذار، فكونك أما وصاحبة أسرة وتعملين ودوامك طويل كل هذا ليس عذرا شرعا في إسقاط الصوم، وإن تركت قضاء ما عليك مع قدرتك فقد تركت واجبا عظيما واقتحمت منكرا كبيرا، فالتهاون في القضاء شأنه خطير، وإذا كان واقع الحال ما ذكرت من أنك لم تقضي ما عليك من الصيام طوال عمرك فيلزمك أولا التوبة إلى الله تعالى، وثانيا أن تقضي تلك الأيام جميعا، وتخرجي كفارة عن كل يوم تركت قضاءه حتى دخل عليك رمضان آخر، وليس عندك عذر مانع من القضاء خلال العام.. وانظري لذلك الفتويين: 111559، 4038.
والله أعلم.