السؤال
أولا: أريد أن أشكر الله على نعمة الصحة وأن بلغني رمضان لأتوب إليه.
لقد واجهت مشاكل كثيرة منها التحرش الجنسي منذ عمر 9 حتى عمر 15 من أقربائي وأخي، ولا أعلم ما إذا كنت فقدت عذريتي، فكرهت الرجال وأصبحت شاذة جنسيا بسبب ما عملوه أقربائي بي، ولكن أحببت رجلا أراد أن يتقدم لخطبتي ورفضت مع أني أحبه لكي لا تصبح فضيحة ويكتشف بأني لست عذراء، ومرة من أيام أرغمتني فتاة أمارس معها السحاق ومارسته معها، والآن أنا نادمة وأريد أن أكفر عن هذا الخطأ، أنا أخاف الله ورضيت بما كتب لي من نصيبي بالدنيا، وأرجو أن يعوضني بالجنة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسحاق محرم باتفاق العلماء، وقد عده العلماء من الكبائر، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 9006.
والواجب على من وقع في هذا الفعل أو غيره من الفواحش أن يتوب إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود له، وينبغي للإنسان إذا وقع في شيء من ذلك أن يستر على نفسه ولا يخبر أحدا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.
واعلمي أن ما حدث لك في الصغر ليس مسوغا لعزوفك عن الزواج وخوفك منه، فإنه على فرض أنك قد فقدت عذريتك، فذلك ليس بمانع من الزواج، ولا يلزمك أن تخبري زوجك بسبب فقد البكارة، فمن المعلوم أنها تزول بأسباب كثيرة (كالوثبة الشديدة والحيضة الشديدة)، وانظري لذلك الفتوى رقم: 8417.
فإذا تقدم إليك ذو خلق ودين فلا تترددي في قبوله، بل يجوز لك أن تعرضي نفسك على من ترين فيه الصلاح، فإنه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.
ونوصيك بالإقبال على الله، والحرص على مصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة، وكثرة الذكر والدعاء، واعلمي أنك إن توكلت على ربك وأحسنت الظن به فسوف يكفيك كل ما أهمك، قال الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا. {الطلاق:2}. وقال تعالى: ... ومن يتوكل على الله فهو حسبه. {الطلاق:3}.
والله أعلم.