السؤال
ما حكم الاستهبال في كل وقت والضحك للترفيه فقط؟ لأننا نحس باكتئاب ـ ونحن بنات ـ مع أن الوالدة الموقرة دائما تنهانا، ولا تحب ذلك.
ما حكم الاستهبال في كل وقت والضحك للترفيه فقط؟ لأننا نحس باكتئاب ـ ونحن بنات ـ مع أن الوالدة الموقرة دائما تنهانا، ولا تحب ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم مطالب بأن يكون على قدر كبير من الحزم والجدية في حياته، لأن مثل هذا يدفعه إلى طلب معالي الأمور ويرفعه عن الاهتمام بدناياها، روى الطبراني عن الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها.
وما أسميته: بالاستهبال والضحك، إن كان المقصود به المزاح بما هو مباح فهو في الأصل لا بأس به، ولكنه إذا كثر فإنه يكره، وأما إذا تضمن أمرا محظورا كالسخرية من الآخرين ونحو ذلك، فإنه حينئذ يكون محرما، ثم إن الإكثار من الضحك ـ ولو فيما هو مباح ـ يؤدي إلى موت القلب، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد سبقت لنا فتاوى بهذا الخصوص، نرجو أن تراجعي منها الأرقام التالية: 41154 ، 47644 ، 30423.
وحاصل الأمر أن الترويح بما هو مباح جائز، ولكن ينبغي أن لا يكون هو الغالب على حياة المرء، وأما الإحساس بالاكتئاب فمن أهم أسبابه الغفلة عن الله والبعد عن ذكره، فنوصي بالاهتمام بالذكر ـ ولا سيما تلاوة كتاب الله ـ قال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.
وقال سبحانه عن عباده المؤمنين: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون {الأنفال:2}.
ونوصي أيضا بالحرص على ما يرضي الوالدة واجتناب ما تكره، ففي رضاها رضا الله، روى الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
والله أعلم.