السؤال
سؤالي عن بداية شهر رمضان بإيطاليا هل كانت يوم الجمعة21 سبتمبر أم يوم السبت 22سبتمبر لأنني خلال تلك الفترة كنت متواجدا في بلدي المغرب وكانت بداية شهر رمضان هناك يوم السبت 22 سبتمبر، وحينما عدت إلى إيطاليا لأنني مقيم بها وجدت المسلمين مختلفين حيث يقول البعض بأن بداية شهر رمضان كانت يوم الجمعة 21، فيما يصر الطرف الآخر بأن بداية شهر رمضان كانت يوم السبت 22 وللإشارة فلا زال هذا الاختلاف قائما إلى يومنا هذا وهو أقرب ما يوصف بالفتنة حيث تجد في المسجد الواحد أو بالأحرى داخل الأسرة الواحدة هناك من صام يوم الجمعة وهناك من صام يوم السبت. رجاء أفيدونا حول هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا علم لنا بالوقت الذي ثبت فيه دخول شهر رمضان في إيطاليا، ولكن الأمر يسير جدا وهو أهون بكثير مما وصفت، فإن الله تعالى لرحمته بعباده نصب لهم علامات واضحة على دخول الشهر وثبوته بحيث تندفع عنهم الفتن وتزول الإشكالات، وهذه العلامات من الوضوح بحيث يستوي في معرفتها العام والخاص، والبدوي والحضري ونحن نبين لك ما يثبت به دخول الشهر، فإذا كان الشهر قد ثبت بأحد هذه الوجوه التي سنذكرها فالحق مع من صاموا يوم الجمعة وإذا لم يكن الشهر قد ثبت فالحق مع من أتم عدة شعبان ثلاثين يوما، فإذا شهد عدلان بأنهما رأيا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان وجب على الناس الصوم والفطر، وكذا إذا شهد برؤيته عدل على الراجح، فإن لم ير الهلال ليلة الثلاثين من شعبان أتم الناس عدة شعبان ثلاثين يوما، وقد بين العلماء ما يثبت به دخول الشهر أتم بيان.
قال في مواهب الجليل: قال في المقدمات: صيام رمضان يجب بأحد خمسة أشياء: إما أن يرى الهلال، أو يخبر الإمام أنه قد ثبتت رؤيته عنده، وإما أن يخبر العدل بذلك أو عن الناس أنهم رأوه رؤية عامة، وكذلك إذا أخبره عن أهل البلد إنهم صاموا برؤية عامة، أو بثبوت رؤية عند قاضيهم، وإما أن يخبره شاهدان عدلان أنهما قد رأياه، وإما أن يخبر بذلك شاهد واحد عدل في موضع ليس فيه إمام يتفقد أمر الهلال بالاهتبال به. انتهى.
وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج في بيان ما يثبت به دخول الشهر: وإنما يجب (بإكمال شعبان ثلاثين) يوما (أو رؤية الهلال) ليلة الثلاثين منه لقوله صلى الله عليه وسلم: صومو لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين. رواه البخاري.
ويضاف إلى الرؤية وإكمال العدد ظن دخوله بالاجتهاد عند الاشتباه كما سيأتي في كلامه.. والظاهر كما قال الأذرعي أن الأمارة الظاهرة الدالة كرؤية القناديل المعلقة بالمناثر في آخر شعبان في حكم الرؤية وهل تثبت بالشهادة على الشهادة طريقان أصحهما القطع بثبوته كالزكاة وقيل لا كالحدود.. (وثبوت رؤيته) يحصل (بعدل) سواء كانت السماء مصحية أم لا لأن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما رآه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فصام وأمر الناس بصيامه. رواه أبو داود وصححه ابن حبان.
وعن ابن عباس رضي الله عنه عنهما قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إني رأيت هلال رمضان فقال أتشهد أن لا إله إلا الله قال: نعم، قال: أتشهد أن محمدا رسول الله، قال: نعم، قال: يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا. صححه ابن حبان والحاكم. انتهى بتصرف.
وبه تعلم أنه لا مسوغ لهذا الخلاف وتلك الفتن، فإن كان عدل قد رأى الهلال ليلة الثلاثين من شعبان فالأمر واضح وقد وجب على أهل هذه البلد الصوم لشهادته، وإلا وجب إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما لما تقدم.
والله أعلم.