السؤال
أنا شاب قد جاءني من قبل الوسواس القهري، والحمد لله فقد تخلصت من أجزاء كبيرة منه ولكني الآن ألاحظ أنه يعود لي ولكن في صورة أخرى وهي أنه يأتيني في الأمور التي تتعلق بالغيبة والمعاصي الأخرى إلخ.. فأنتم تعلمون هنا في الغرب الكل يتكلم عن بعض والنساء متبرجات إلخ.. ولكن الشيطان في بعض الأحيان يحول لي حتى النظرة البسيطة إلى غيبة أي أن أحدا من حولي مثلا يغتاب الآخر فأنظر إلى أخ البنت التي يغتابونها ما هي ردة فعله وقد تكون نظرة أوتوماتيكية فيقول لي أنت شاركتهم في الغيبة، أو مثلا مرة كان شاب قادم إلينا ونحن مجتمعون وهذا الشاب دائما يمشي ويتبختر فأردت أن ألعب عليه فقلت لأصحابي إذا جاء صفقوا له وعندها أتى الشيطان وقال لي أنت الآن اغتبته لأنك بطريقة أو بأخرى كأنك قلت لأصحابك أنه كثير التبختر، وأيضا يوسوس لي ويقول أنت نظرت إلى تلك المرأة عن قصد وليست النظرة الأولى إلخ. فهل علي أن أتجاهل أي شيء جديد لم أكن أفكر فيه قبل الوسوسة الآن؟ هل أكون عاصيا إذا فعلت ذلك؟ وإذا فعلت ذلك أخاف أن أظلم بعض الناس بالغيبة أو .. مع العلم أنه شبه مستحيل الانعزال عن المجالس التي فيها معاصي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حقيقة الغيبة المحرمة هي: ذكرك أخاك بما يكره. كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، فإذا علمت حقيقة الغيبة تبين لك أن مجرد نظرك لأخي الفتاة التي يغتابها زملاؤك ليس من الغيبة، وأن طلبك من زملائك التصفيق للمتبختر ليس من الغيبة كذلك، وإن كان الأخير من السخرية والاستهزاء، وهو عمل محرم لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم.
والذي ننصحك به هو أن تحذر هؤلاء الفساق من عاقبة ما هم عليه من عصيان وانحراف، فإن أبوا إلا العصيان فتجنب مجالستهم ولا تتخذهم أصدقاء؛ فإن صحبة أمثالهم تفسد على المرء دينه ودنياه، فانج بنفسك من شرهم قبل أن تندم، ولا تتعلل بصعوبة مقاطعة مجالسهم على نفسك؛ فإن هذا ليس بعذر، وقد قال الله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني. {الفرقان: 27-29}.
وعليك أن لا تستسلم للوساوس القهرية، وادفعها بالاستعانة بالله وبما تيسر من الأدوية، وانظر الفتويين: 3086، 51601.
هذا، وإن لم تكن في بقائك في بلاد الكفار متمكنا من شعائر دينك فيجب عليك مغادرتها فورا، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 37470، 10043، 2007، 45909.
والله أعلم