0 185

السؤال

لقد طلقت زوجتي ثلاث طلقات، وقد أصدرت دار الفتوى فتوى ببطلان جميع الطلقات رغم أنها متفرقة، وذلك بسبب الانفعال الشديد، وقد أرجعت زوجتي إلي عصمتي بناء على هذه الفتوى، ومرت الأشهر ونشب خلاف بيني وبينها وقد درست حالتها ووجدت بأنها مريضة نفسيا بعد أن أصابها مرض في الرأس، فصبرت على كلامها وسبها لي إلي أن فاض بي الكيل فطلقتها، وقد صعب علي حالها بعد طلاقي لها لأنها مريضة فأرجعتها. خلاصة الموضوع ها أنا الآن طلقتها الطلقة الثالثة وأقسم بالله أنني صبرت عليها صبرا لا يعلم به إلا الله رب العالمين، حيث كانت تسبني بألفاظ لا يصح بالمرأة المسلمة أن تقولها، وكانت تدعو على نفسها وعلى أولادها بالموت وتدعو علي وعلى أبنائها بعدم دخول الجنة، وهذا ما كان يغضبني وأفقد أعصابي، ولا أستطيع حتى التفكير لا سيما أنها تتلفظ بكلمات قذرة على أبنائها، مما يجعلني أنسى أنها مريضة نفسيا وأطلقها، وكانت آخر طلقة طلقتها وهي الثالثة كانت عليها الدورة الشهرية، فأنا واقع بين نارين نار أبنائي الذين فارقتهم رغم البلاء الذي يلحق بهم من والدتهم بفعل مرضها، وبين نار أنني خائف عليها من الانتحار؛ لأنها تهدد به علما بأنها تصلي دائما، ولكن لا تتمالك نفسها حين الغضب، فتصبح شيطانا بجسد إنسان، وأنا حقيقة قد نصحتها بالذهاب للعلاج لكنها رفضت ذلك، وأصبحت بعد كلامي لها كتلة من الغضب، قد بلغت أخاها الأكبر سنا بحالها؛ إلا أنه تجاهل ذلك الشيء جملة وتفصيلا، ولم يحرك ساكنا، ظنا منه أنني إنسان أكذب على أخته ولكن الله يعلم بما أقول. ساعدوني رجاء فحالي وحال أبنائي يرثى لها، والله إنني أحاول استرجاعها أولا لأنني أحبها حبا شديدا ثانيا لأنها إنسانة مريضة نفسيا، ومع تزايد الظروف عليها سوف تنتحر وتخسر نفسها ودينها، عندي منها خمسة أطفال أكبرهم 16 سنة. هل أستطيع إرجاعها أم لا؟ علما بأنني إنسان عصبي ولا أرضى بالخطأ والله إنه ليس في بالي طلاقها، لكنها أجبرتني أن أطلقها حيث كنت أذكرها بالله لكي تسكت وأخرج عنها تفاديا لطلاقها لكنني كنت أراها شيطانا حين عصبيتها بفعل مرضها النفسي اسم الحالة التي تعاني منها هي الذهان الاكتئابي. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أستودعكم الله رب العالمين. وشكرا لسعة صدوركم.
ملاحظة: لم أكن أعلم بطلقاتي لها قبل دخول دار الفتوى أنها مريضة نفسيا، وقد صدرت الفتوى بأنه يمكنني إرجاعها لأنني أنا الذي كنت أغضب غضبا شديدا من أفعالها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فالذي ننصحك به هو الرجوع للمحكمة الشرعية وبيان الأمر لهم ليفصلوا فيه، فإن كان ذلك غير متيسر، فلترجع إلى دار الفتوى وتقص عليهم ما حدث بينك وبين زوجتك بالتفصيل ليفتوك في الأمر عن بينة، وقد بينا حكم طلاق الغضبان في الفتوى رقم:  1496 فراجعها.

وينبغي أن تجاهد نفسك لتتحلى بالحلم وضبط النفس وتجتنب أسباب الغضب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال : لا تغضب. فردد مرارا قال: لا تغضب. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة