السؤال
هناك ناس يقولون إن علينا منافسة الأنبياء والمرسلين في حب الله وقربه وإننا إن لم نفعل فقد أشركنا بالله إذ حصرنا الأنبياء لله فقط ويستشهدون بهذه الآية : أولـئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا. [الإسراء : 57].
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون. [المائدة : 35].
يقولون إن جميع العباد يتنافسون على من يكون أحب عبد لله وهو الذي سيفوز بالوسيلة وهى الدرجة العالية، ومن ثم يقولون إن هناك نعيما أعظم منها وهو تحقيق رضوان الله في نفسه وهو أن الله يتحسر على عباده الذين في النار حزينا عليهم ولذلك سيبعث الله الناس جميعا من أول رسول إلى آخر رسول سيدنا محمد ثم يجعلهم أمة واحدة مؤمنة حتى لا يعذبهم ويستشهدون بهذه الآية: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [هود : 119]
وإلا من رحم ربك هو المهدي أي أن جميع العباد الذين من قبله أخطأوا الوسيلة اتخذوا النعيم الأعظم وهو رضوان الله طريقا لجنته ولم يحققوا رضوان الله في نفسه، ويقولون إنه لا أحد عبد الله حق عبادته إلا المهدي. أرجو أن تجيبونا على هذه الأقوال الغريبة؟
وهذا نص المزعوم :
ألا والله لو يسأل الإمام المهدي أكبر فطحول من علماء النصارى وأقول فهل ترى أنه يجوز لك أن تنافس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم في حب الله وقربه لزأر في وجه المهدي المنتظر وقال كيف تريدني أن أنافس ولد الله في حب الله وقربه بل ولد الله أولى بأبيه مني، بل أنا أعبد المسيح عيس ابن مريم قربة إلى الله لأنه ولد الله ليقربني إلى ربي، ثم يرد عليه الإمام المهدي ويقول: سبحان الله العظيم عما يشركون وتعالى علوا كبيرا. وكذلك لو سأل أكبر فطحول من علماء أمة الإسلام الأميين التابعين لجدي النبي الأمي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل ترون أنه ينبغي لكم أن تنافسوا محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حب الله وقربه كذلك سوف يزأر علينا بصوت مرتفع وكيف تريدني أن أنافس محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النيين شفيعنا بين يدي الله يوم الدين، فاذهب أيها المجنون. ثم يرد عليه الإمام المهدي فهل تعبد الله أم تعبد محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يرد علينا بل أعبد الله وحده لا شريك له، ثم يسأله الإمام المهدي مرة أخرى ويقول وهل تحب محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر أم الله؟ ثم يرد علينا بل أحب الله أكثر من محمد عبده ورسوله، ثم يرد عليه الإمام المهدي ألا والله لو كنت تحب الله أكثر من حبك لمحمد عبده ورسوله لأخذتك الغيرة على ربك من شدة حبك لربك ولنافست كافة الأنبياء والمرسلين في حب الله وقربه، ألا والله لو لم تزالوا على الهدى لما ابتعث الله الإمام المهدي ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحق للقرآن المجيد. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.