إذا جفت النجاسة ولامسها شيء جاف لم ينجس

0 324

السؤال

إخواني الأفاضل سأعرض عليكم قصتي وأرجو أن تساعدوني: فمنذ حوالي سنتين تقريبا ذهبت أمي وأختي إلى حفلة زفاف وكانتا تركبان في سيارة ابن خالي، وأختي تعاني من مرض يجعلها في ـ أغلب الأحيان ـ لا تستطيع حبس البول لفترة طويلة، وعندما عادتا ذكرتا أنها في الطريق ـ وقبل وصولها للبيت ـ لم تستطع أن تحبس نفسها وفي الغالب أن السيارة قد تنجست، وعندما عادتا كانتا تتحدثان عن هذه القصة وعندما سألتهما أخبرتاني بما حصل معهما، وعندما تشاجرت معهما على أنهما لابد أن تخبرا ابن خالي حتى يقوم بتنظيف السيارة وتطهيرها صارتا تقولان لي إن السيارة لم تتنجس وأن ذلك حصل معهما وهما بجانب البيت وقد بلل فقط السروال واستطاعت أن تلحق نفسها في البيت، هذا وفي كل مرة تحكيان شيئا مختلفا عن المرة السابقة، مع أنني سمعت أختي تقول لأمها وأخاف أن تطلع رائحة من السيارة، وهذا يدل على أنهما تكذبان علي بقولهما أن النجاسة لم تصب مقعد السيارة أو أنهما غير متأكدتين ما إذا كانت النجاسة أصابت المقعد أم لا؟ أو أنهما قالتا لي هذا حتى لا أتشاجر معهما أو أخبر ابن خالي، خاصة أن أختي كبيرة وسوف يسبب ذلك لها إحراجا في العائلة وبعد هذا بفترة أخبرتني أمي أن ابن خالي قال لأبي إنه أخذ السيارة إلى المغسل لسبب ما، ولكن لا أعرف حقا أصحيح ما قالته أمي أم أنها كانت قد اخترعت هذه القصة حتى ترتاح من مشاجرتي معهما كلما ذكرت نفس القصة؟ فهي تقول لي أيضا إن كانت السيارة قد تنجست فقد أصبحت جافة، والجاف على الجاف طاهر وأنا منذ ذلك اليوم لا أركب هذه السيارة وأحيانا اضطر لذلك فلا أركبها وأتشاجر معهما من جديد زاعمتان أنني موسوسة وأن السيارة لم تتنجس وأنه تم أخذها إلى المغسلة وحتى منذ أيام ضربتني أمي لهذا السبب، لكوني رفضت الذهاب معهما في نفس السيارة لحفلة كانتا مدعوتان لها، لأنني أقول في نفسي إن أصل النجاسة لم ينظف، هذا وإن كانت القصة بأخذ ابن خالي لسيارته إلى المغسل كلها صحيحة ثم أحيانا أوسوس أنه في حال تم أخذها فعلا إلى المغسلة قد لا يكون تم تنظيف المقعد نفسه، فهل يمكن أن تعتبر أشعة الشمس مطهرة في هذه الحالة؟ إذ لابد أنها وخلال هذه الفترة قد تعرضت لأشعة الشمس بالرغم من أن ابن خالي غالبا يضع عليها ما يحميها من أشعة الشمس، لأنني لا أستطيع أن أخبر أحدا بهذا، وهل ما أنا عليه خطأ وفعلا وسوسة كما تقولان؟ حتى صرت أوسوس أن تكون فتحت الباب بيدها ويدها نجسة أيضا؟ وهل أركب معهما في السيارة مرة ثانية معتبرة أن كلامهما صحيح بتطهير السيارة في المغسل تاركة شكوكي وراء ظهري حول ما قد يكون من أن السيارة غير منظفة ـ سواء من مكان النجاسة أو بالذهاب إلى المغسلة ـ وهل أصلي في نفس الثياب دون أن أغسلها؟ أو لا أركب معهما مصرة على موقفي أنها نجسة ويجب تطهيرها وأنه حتى لو كانت جافة فقد يعرق الإنسان وهو جالس على المقعد وقد تتنجس ملابسه؟ أفيدوني جزاكم الله عني كل خير وخاصة أنني أصبحت أشك في ثياب كل من بركب هذه السيارة ولا أحبذ الذهاب إلى بيتهم خشية أن يكون أحد من أهل البيت قد عرق وهو جالس على نفس الكرسي وجلس في مكان آخر من البيت.
ثم إنني قد قرأت فتوى لكم لسائلة تكاد تشبه قصتي عنوانها: خطورة الوسوسة على الموسوس ومن حوله وكنتم قد ذكرتم للسائلة أن الأصل الطهارة بالنسبة للموضوع المذكور في فتواها، فهل يحق لها في هذه الحالة الذهاب إلى مكتب أختها والركوب معها في نفس الميكر وحتى وقت نزول المطر، لكون الملابس تتبلل ولا تكون جافة، وهل تصلي بنفس الملابس لكونها على غير يقين من نجاسة المكان؟ وهل إذا وضعت أخت السائلة ملابسها في المنزل لا يتنجس أي مكان تضعها فيه، لكونها ليست على يقين من نجاسة كرسي أختها؟ أفتوني على كل أسئلتي وذلك، لأن وضعي كثيرا يشبه وضع الأخت السائلة وأنا أعرف أنني موسوسة أرجوكم ما هو الحل والعلاج؟ فأنا أقرأ القرآن وأصلي، ولكن الشيطان يتغلب علي من هذه الناحية ادعو لي عسى الله أن يستجيب دعواكم لي ولكم الشكر من كل قلبي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الأخت السائلة مبتلاة بوسوسة شديدة, وعلاج الوسوسة هو الإعراض عنها كلية، ونقول على سبيل الإجمال إن الأصل في الأشياء الطهارة، فهذه السيارة طاهرة حتى يحصل اليقين بخلاف ذلك.

 وإن الأصل في المسلم أنه لا يكذب، فإذا أخبرتك أمك أو أختك أن السيارة لم تتنجس فاحملي كلامهما على الصدق لا على الكذب ما لم تجدي دليلا على كذبهما, ولا يجوز لك أن تخاصمي أمك، لأن هذا من العقوق فاتقي الله تعالى, وعلى فرض أن السيارة تنجست فالقصة زمنها قديم من سنتين ـ على ما ذكرت ـ وإذا جفت النجاسة ولامسها شيء جاف لم ينجس، وانظري الفتوى التالية أرقمها: 3086 - 112319 وكلها حول علاج الوسواس القهري والوسواس في الطهارة والنجاسة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة