0 481

السؤال

لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء أن يقول الشخص: اللهم قني شر ما قضيت. فهل يجوز
قول اللهم بدل لي شر ما قضيت إلى خير ما قضيت؟ وهل يجوز قول مثلا: اللهم ارزقني .....وإن لم تكن قد كتبتها لي، اللهم إني أسألك أن تكتبها لي وتقدر لي فيها يعني قصدي من السؤال هل يجوز طلب من الله عز وجل تغيير القضاء و عندما يطلب من الله شيئا أن يقول اللهم اكتبها لي إن لم تكن قد كتبتها لي؟
إني قرأت من شروط وضع السؤال يجب عدم وضع أكثر من سؤال لكن سؤالي الثاني يتعلق بنفس الموضوع
بعد الدعاء ماذا نقول: توكلنا على الله أم استعنا بالله يعني ما الفرق بين التوكل والاستعانة؟
ولقد قرأت أن التواكل مكروه في الإسلام. ما الفرق بين التوكل والتواكل؟ وهل يوجد شيء كالتالي أم أنها محض أفكار: عند ما الشخص يعزم على عمل شيء معين دنيوي يحدث معه العكس أو لا ينجح
بعبارة أخرى عندما يعزم الشخص على القيام بشيء معين لا ينجح معه هذا العمل وربما يحدث العكس
مع العلم أنه لا يوجد به شيء حرام، إذا وجد هذا الشيء هل ذلك بسبب معصية أو شيء معين أو خطوات يجب اتباعها؟
أعتذر منكم على كثرة الأسئلة لكن الموضوع واحد. أرجو منكم أن تفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قدمنا في الفتوى رقم: 6703 . أنه لا بأس أن يدعو المرء برد القضاء، فقد ثبت عند الترمذي والحاكم عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه الحاكم، وحسنه الألباني.
وقال ابن عباس: لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما شاء من القدر . وقال أيضا : الدعاء يدفع القدر. وكان عمر رضي الله عنه يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول : اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة والذنب فامحني ، وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.  

 ثم إنه لا مانع من الدعاء بغير المأثور إذا لم يكن فيه محظور شرعي، كالاعتداء أو الدعاء بالإثم أو قطع الرحم،  ويدل لهذا عموم حديث مسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم.

 كما يدل له تلبية الصحابة بألفاظ غير تلبية النبي صلى الله عليه وسلم، فكان منهم من يقول لبيك ذا المعارج. ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الدعاء بالمأثور أفضل.

ولا مانع أن يقول المسلم بعد الدعاء: استعنا بالله أو توكلنا على الله ولكن يستحب أن يختم بالدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لما في الحديث :   كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم.  رواه الطبراني والبيهقي وصححه الألباني.  

وأما التوكل على الله تعالى فمعناه الاعتماد على الله وتفويض الأمر إلى إليه.

 قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: وكلت أمري إلى فلان أي : ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه. اهـ.

وراجع الفتوى رقم:  53357 في التواكل ومعناه.

وراجع في الفشل وسببه الفتويين:  69893،  47921.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة