السؤال
في سورتي: يونس والنحل آيتان كريمتان اختلفتا في بعض الحروف، الأولى: فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
والثانية: لم تلحق الفاء في أداة الشرط وجاءت في جوابه: إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
فما السر في ذلك؟.
في سورتي: يونس والنحل آيتان كريمتان اختلفتا في بعض الحروف، الأولى: فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
والثانية: لم تلحق الفاء في أداة الشرط وجاءت في جوابه: إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
فما السر في ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنا ننبهك بداية إلى أن الخلاف ورد بين سورة الأعراف والنحل وبين سورة يونس، حيث قال الله تعالى في سورة الأعراف: ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون {الأعراف:34}. وقال في سورة يونس: قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون {يونس:49}. وقال في سورة النحل: ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون {النحل:61}. فقد لحقت الفاء بإذا الشرطية في سورتي الأعراف والنحل ولم تلحق بها في سورة يونس، وإنما وردت في جواب الشرط.
وقد ذكر الألوسي في تفسيره: أن الفاء المذكورة في الأعراف هي الفاء الفصيحة وأنها سقطت في يونس، لأنه لما سيقت آية يونس جوابا عن استعجال الكفار العذاب الموعود به في قولهم: متى هذا الوعد؟ لما سيقت آية يونس جوابا لهم اعتنى بأمر الشرطية كمال الاعتناء فأتى بها غير متفرعة على شيء كأنها من الأمور الثابتة في نفسها وقوى لزوم التالي فيها للمقدم بزيادة الفاء التي يؤتى بها للربط في أمثال ذلك، وقد يقال: إن إسقاط الفاء أولا، لتكون الجملة في موضع للربط ل ـ أجل ـ تهويلا لأمره وتنويها بشأنه أي لكل أمة أجل موصوف بأنه إذا جاء لا يستأخرون.
والله أعلم.