السؤال
من المعلوم أن الحاج لا يجوز له أن يعقد أو يشهد زواجا وهو في حال الإحرام، ولكن هل يجوز له أن يصرح لمن حوله أنه يبحث عن زوجة؟ وهل يجوز له ـ إن عرض عليه ـ أن يرى الرؤية الشرعية؟ وهل يجوز الدخول في نقاش يتعلق بالزواج أو ترتيباته؟.
من المعلوم أن الحاج لا يجوز له أن يعقد أو يشهد زواجا وهو في حال الإحرام، ولكن هل يجوز له أن يصرح لمن حوله أنه يبحث عن زوجة؟ وهل يجوز له ـ إن عرض عليه ـ أن يرى الرؤية الشرعية؟ وهل يجوز الدخول في نقاش يتعلق بالزواج أو ترتيباته؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فأما قولك إن المحرم لا يعقد نكاحا فصحيح وهو مذهب الجمهور، ودليله حديث عثمان ـ رضي الله عنه ـ عند مسلم: لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب. وأما قولك إنه لا يجوز له أن يشهد زواجا ففيه نظر، فإن شهادة المحرم على النكاح ليست محرمة في قول الأكثر، وإن كانت مكروهة كما نص على ذلك أهل العلم، فالأولى والأفضل للمحرم أن لا يكون شاهدا في عقد نكاح، قال العلامة العثيمين ـ رحمه الله: أما الشاهدان فلا تأثير لإحرامهما، لكن يكره أن يحضرا عقده إذا كانا محرمين، فإن عقد النكاح في حق المحرم منهما حرام. انتهى.
فهو نهى تنزيه ليس بحرام.
وكذلك يكره للمحرم أن يكون شاهدا في نكاح عقده المحلون.
وقال بعض أصحابنا لا ينعقد بشهادته، لأن الشاهد ركن في عقد النكاح كالولي، والصحيح الذي عليه الجمهور انعقاده. انتهى.
وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله: الخطبة الصحيح أنها حرام، لأن النهي فيها واحد مع العقد، وعموم الحديث:ولا يخطب.
أنه لا يخطب تعريضا ولا تصريحا. انتهى.
وقال ابن قدامة ـ رحمه الله: وتكره الخطبة للمحرم وخطبة المحرمة ويكره للمحرم أن يخطب للمحلين، لأنه قد جاء في بعض ألفاظ حديث عثمان: لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب. رواه مسلم.
ولأنه تسبب إلى الحرام فأشبه الإشارة إلى الصيد. انتهى.
وبه تعلم أن المحرم ليس له أن يخطب وأنه منهي عن ذلك ـ إما نهي كراهة وإما نهي تحريم ـ والرؤية الشرعية التي يراد بها الخطبة هي من هذا الباب فليس للمحرم أن يقدم عليها، وأما تصريحه لقرنائه بأنه يريد الزواج وحديثه بشأن ترتيبات الزواج ونحو ذلك فليس منهيا عنه شريطة أن يجتنب الرفث، فإن الله تعالى يقول: الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب {البقرة:197}.
ولو شغل المحرم نفسه بالذكر والتلبية وما شرع له من الأعمال الصالحة في هذه المواسم الفاضلة لكان أولى.
والله أعلم.