العبادات في شرائع من قبلنا من الأمم

0 1119

السؤال

ما هي صفة صلاة وزكاة وصوم الأنبياء السابقين عليهم السلام ومن اتبعهم قبل أن تشرع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن الصلاة والزكاة والصيام كانت مشروعة في الأمم قبلنا، ويدل على ذلك القرآن العظيم في مواضع، فقد أخبر تعالى عن عيسى عليه السلام بأنه قال: وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا {مريم:31}.

وقال عن إسماعيل عليه السلام: وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا { مريم:55}.

وحكى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال في دعائه: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء {إبراهيم:40}.

وقال قوم شعيب لشعيب: قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد {هود:87}.

وغير ذلك من الآيات.

وقال تعالى في شأن الصوم: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون {البقرة:183}.

وقد أخبر الله تعالى بمشروعية هذه العبادات للأنبياء ولأتباعهم قبل نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يخبرنا عن كيفية فعلهم لها، ولا نعلم نصا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فيه صفة أدائهم لتلك العبادات، فعلينا أن نقف حيث أوقفنا الله عز وجل ولا نتكلف البحث عن علم ما أخفاه عنا، إذ لو كان في علم ذلك مصلحة لنا لبينه الله عز وجل لنا.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الصيام المفروض على من قبلنا كان هو الصيام المفروض علينا غير أنهم بدلوا، وذكر القرطبي وغيره آثارا عن بعض السلف تدل على هذا.

قال الحافظ في الفتح مبينا الخلاف في تفسير الآية: وأما قوله (كما) فاختلف في التشبيه الذي دلت عليه الكاف هل هو على الحقيقة فيكون صيام رمضان قد كتب على الذين من قبلنا أو المراد مطلق الصيام دون وقته وقدره؟ فيه قولان. اهـ.

والتشبيه في الآية إنما هو في أصل الوجوب وليس في صفة الصوم، قال في المنار: وهو تشبيه الفرضية بالفرضية ولا تدخل فيه صفته ولا عدة أيامه. انتهى.

وبه يتبين لك ما قدمناه من أنه لا نص صريحا من كتاب ولا سنة يبين صفة العبادات في شرائع من قبلنا من الأمم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة