السؤال
هل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم طاهرة من دنس الحيض؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلم يثبت شيء مما ورد في السؤال بسند صحيح، وإنما ورد فيه حديث مكذوب، ولفظه: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة، لأن الله فطمها ومحبيها من النار. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد بإسناد له عن ابن عباس. ثم قال: في إسناده من المجهولين غير واحد، وليس بثابت، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في الموضوعات. وذكر قول الخطيب السابق وأقره. وقال الحافظ الذهبي في تلخيص وترتيب كتاب الموضوعات: إسناده مظلم مجاهيل. وأقرهم السيوطي في ـ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. وهناك حديث آخر موضوع مثل السابق في هذا المعنى، انظره في كتاب: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة.
وذكر الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة العباس بن بكار ـ أحد رواة الحديث السابق ـ بسنده عن أم سليم قالت: لم ير لفاطمة دم في حيض ولا نفاس. ثم قال: هذا من وضع العباس.
فالأصل أن فاطمة ـ رضي الله عنها ـ في هذا مثل غيرها من النساء من بنات آدم اللاتي كتب الله عليهن الحيض، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة قالت: خرجنا لا نرى إلا الحج فلما كنا بسرف حضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قال: مالك أنفست؟ قلت نعم، قال إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم . إلى آخر الحديث.
ولا تستثنى فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ولا غيرها من هذا الحديث إلا بدليل صحيح، ولا يوجد مثل هذا الدليل.
والله أعلم.