السؤال
ما حكم قول أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أهل حلب بدعوى أنهم يكثرون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والسبحة لا تفارق أيديهم؟ وهل لذلك علاقة بعلم الغيب؟
ما حكم قول أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أهل حلب بدعوى أنهم يكثرون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والسبحة لا تفارق أيديهم؟ وهل لذلك علاقة بعلم الغيب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقربات إلى الله، كما بينا في الفتويين: 21892، 71601 . فراجعهما.
وكذا ذكر الله وتسبيحه من مهمات الإسلام وفضائل الأعمال، ومما ينجي في الدنيا والآخرة كما بينا في الفتويين : 40227، 44759، فراجعهما.
والقائم بهذه الأعمال بإخلاص النية واتباع السنة على خير عظيم، ونرجو له أن يكون ممن يحب الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله، ولكن الجزم بهذا الحب من الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لشخص أو أهل جهة على سبيل التخصيص والتعيين لا يجوز إلا بدليل من القرآن أو السنة ينص على المحبة لهؤلاء بخصوصهم.
وبالتالي فالقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أهل حلب ...إلخ لا يجوز، ويعد رجما بالغيب من قائله، وقد يدخل في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من أعظم الإثم كما بينا في الفتوى رقم: 53903.
ولكن إن قيل ذلك مع التقييد بالرجاء، فيقال: نرجو أن يكون أهل حلب ممن يحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فحينئذ لا بأس بذلك، مع التنبيه إلى أن المسلم يجب ألا يغتر بأعماله ، ولا يعجب بها ، فالله أعلم بمن تتقبل أعمالهم.
كما نلفت انتباه السائل إلى أن عدم مفارقة السبحة ليد أحد لا يدل على الفضل ما لم يصاحب ذلك اتباع للسنة وإخلاص في العمل، وحينئذ فالفضل في الذكر لا في السبحة لأن استعمال السبحة من الأمور العادية، والأصل فيها الجواز، ولا نعلم دليلا يدل على منعها، ولكن التسبيح باليد أفضل للأدلة الثابتة في هذا الباب والتي يمكن مراجعتها في الفتويين: 609، 7051.
والله أعلم.