السؤال
هل أصلي الجمعة في زاوية أسفل مبنى ويلقي خطبة الجمعة رجل من أهل السنة والجماعة، وعدد المصلين تقريبا ما بين 10 إلى 20 مصلي أم أصلي في مسجد كبير عدد المصلين تقريبا 200 والمسجد به مخالفات مثل الأذانين، ويلقي خطبة الجمعة رجل يقع في بعض المخالفات لكنها قليلة وخطبته تتسم بالسهولة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصل في المسجد الجامع الذي يكثر فيه العدد لأن من الفقهاء من اشترط أن يحضر للجمعة أربعون من أهل وجوبها كما بيناه في الفتوى رقم:
3476. فالصلاة في المسجد الأقل عددا والذي يحضره من عشرة إلى عشرين في صحتها خلاف .
وأما ما ذكرته من وجود مخالفات في المسجد الأكثر جماعة فإن كنت تعني بالأذانين الأذان الأول الذي يكون قبل صعود الخطيب على المنبر بمدة والثاني الذي يكون عند صعود الخطيب، فاعلم أن هذين الأذانين مشروعان وليس فيهما مخالفة شرعية ولا بدعة, وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هل الأذان الثاني في صلاة الجمعة جائز أم لا حيث إن هناك بعض الأخوة يقولون بأنه بدعة وضحوا لنا ذلك مأجورين؟ فأجاب الشيخ :
الأذان الثاني يوم الجمعة سنة بلا شك ولا أعلم أحدا خالف فيها، وأما الأذان الأول الذي قبل هذا الآذان فقد سنه أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، وسنة الخليفة الراشد متبعة بأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) فإن قال قائل كيف نعمل بهذا والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يعمل به؟ قلنا نعمل به لأن هذا من اجتهادات من له سنة متبعة وهو أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وليس في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يخالفه .... والحاصل أن الأذان الثاني للجمعة مشهور لا ريب فيه ولا إشكال وموجود في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأما الأذان الأول فهو من سن عثمان رضي الله عنه وعثمان أحد الخلفاء الراشدين الذين لهم سنة متبعة .. اهـ مختصرا ,
وكون الإمام أيضا يقع في بعض المخالفات لا يمنع من صحة الصلاة خلفه إلا إذا كان يقع في بدعة مكفرة والعياذ بالله .
والله أعلم.