ليس تطليق المرأة من بر الأم

0 212

السؤال

عمري 30 عاما وأرغب في الزواج وتمنعني أمي بحجة أن أختي التي تكبرني ينبغي أن تتزوج أولا، فحاولت أن أقنعها بأن هذا ليس من الشرع، علما بأن أبي يقف بجواري واجتهدت في المسألة وعملت مثل الأعرابي الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم هلا بكرا، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم إن عندي أخوات ـ بنات ـ أخاف عليهن من البكر.
واعتبرتها مسألة مشابهة وأبي يريد أن يزوجني ابنة أخته الأرملة فوافقته وعقدت القرآن بالاتفاق مع أبي على أمل أن يقنع أمي قبل أن أعقد القران فرفضت أمي رفضا قاطعا وقالت أختك ـ خلاص ـ أنا سوف أزوجها قبله لكن هذا كان بعد ما تحدث أبي مع عمتي، مع أن ابنتها كانت ترفض من حيث المبدإ، وحينما تمت الأمور بدأت حالتها النفسية تتحسن فعقدت القران، رغم أن أمي ترفضه، ولكن عقدته بالاتفاق مع أبي والعروس وأخواتها في السر ونحاول جميعا إرضاء أمي، لكنها ترفضه تماما وتهددني بغضبها علي وأنا أخاف من أن أظلم بنت عمتي وأطلقها إرضاء لأمي، مع العلم بأنها تربت في يتم، وما جعلني أخطو هذه الخطوة أن أمي حينما حدثتها أخبرتني بأنها تريد لي ابنة أخيها المطلقة، فعلمت أن المبدأ في حد ذاته لا يهمها ـ إن كانت بكرا أم ثيبا ـ فماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله، فهل أطلقها إرضاء لأمي؟ أم أكمل معها وأشهر عقد القران مع غضب أمي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجب عليك طلاق زوجتك استجابة لأمر أمك، هذا هو الراجح من كلام أهل العلم، خصوصا وأن الظاهر من حال أمك أنها لا تملك سببا معتبرا لحملك على تطليقها، بل هذا لمجرد الهوى، وقد قال الإمام أحمد: لا يعجبني طلاقه إذا أمرته أمه، وسئل ابن تيمية ـ رحمه الله: عن رجل متزوج وله أولاد، ووالدته تكره الزوجة وتشير عليه بطلاقها، هل يجوز له طلاقها؟.

الجواب: لا يحل له أن يطلقها لقول أمه، عليه أن يبر أمه، وليس تطليق امرأته من برها.

ولكن عليك أن تجتهد في بر أمك والإحسان إليها وأن تطيب قلبها بما تستطيع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات