شبهات وجوابها حول تلبس الجن بالإنس

1 1219

السؤال

عندي عدد من التساؤلات في مسألة تلبس الجني بالإنس وهي:
أولا: قوله تعالى: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
فهنا لا يعني التلبس لغة ـ وقبل كل شيء ـ ولكن ذهب كثير من المفسرين أن الآية توضح حالة الذي يأكل الربا بالضيق الشديد والاكتئاب العميق مع علمه أن الربا حرام، مثل الذي يتخبطه الشيطان: أي يضله ويغويه، وهذا غاية ما يريده ويستطيعه الشيطان بابن آدم، لأن الله سبحانه وتعالى لم يمكن الجن من التلاعب بابن آدم المكرم في القرءان.
كيف نفسر قول الله تعالى على لسان سيدنا أيوب عليه السلام: رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب؟.
وهل لنا من ظاهر الآية أن نقول: إن الشيطان يستطيع أن يتلبس بأنبياء الله سبحانه وتعالى وهم المعصومون من ذلك؟ فإن كانوا معصومين من تلبس الشيطان، فهذا فيه دلالة على أن معنى المس ليس هو تلبس الشيطان.
وكيف نفسر قول الله تعالى على لسان إبليس: وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم.
دلت الآية على أن الله عز وجل جعل سلطان الجن على الإنس في الوسوسة والغواية والتزيين، وقد تضافرت وتوافرت الآيات الكريمة في القرءان الكريم في هذه المسألة، وما قصة سيدنا آدم في الجنة مع الشيطان إلا أكبر دليل على ذلك.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: الحمد لله الذي رد كيده في الوسوسة.
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق.
يفسره كثير من علماء الشرع على أنه خرج مخرج الكناية وليس الحقيقة، أي أن الصورة في الحديث صورة معنوية وليست حسية، وسياق الحديث يدل على ذلك ـ وهو حديث زيارة صفية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف بمسجده ـ خرج ليودعها من المسجد فرآه رجلان من الأنصار فأسرعا المشي فذكر لهما الحديث.
وقوله تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا.
فتفسيرها ـ على حسب معرفتي ـ أنهم قديما كانوا إذا دخلوا بطن واد ينادون أو يتعوذون بسيد هذا الوادي من أولاده مخافة أن يضرهم ـ على حد علمهم القاصر.
ومعلوم أن القرءان نقل كثيرا من قصص الأولين ليبين صحتها من عدمها.
فالجن عالم غيبي محجوب عنا عقلا ونقلا.
والأمور الغيبية لا نتكلم فيها إلا بدليل من القرءان والسنة الصحيحة الصريحة.
وإن كان القول بتلبس الجن بالإنس منسوبا لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ـ العلامة ابن القيم ـ اللذين يعدان من كبار علماء الشريعة على مر العصور، إلا أنه لم يسبقهما أحد لهذا القول، والآثار الواردة عن الإمام أحمد بن حنبل في هذا الباب مثل قوله ـ رحمه الله: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه.
قال بعض أهل الحديث إنها ضعيفة ولاترتقي لحجية التلبس.
وقال الإمام الشافعي: من ادعى أنه رأى شيطانا فلا نقبل شهادته، لأن الله سبحانه و تعالى قال: إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم.
ومعلوم في ديننا أنه لا عصمة لأحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك قال العلماء: كائن من كان يؤخذ من قوله ويرد حتى يتبين الحق، ولعل هذا نهج علمائنا قديما وحديثا.
أما المشاهدات والأحداث التي تحصل في زماننا هذا من نطق الإنسان بأصوات أخرى وأن تظهر عليه علامات تدل على المس فما هو إلا هزائم نفسية واضطرابات عضوية وتهيؤات ليست لها علاقة بالجن، وإنما الطب النفسي له تفسيرات وأبحاث في هذه الظواهر وإرجاعها إلى مسائل نفسية.
وإن سلمنا أن الجن يتلبس بجسد ابن آدم، وبعض المعالجين يقرؤون عليه القرءان ليخرج من هذا الجسد، فإن هذه الصورة يمارسها الكفار ممن يدعون أمر التلبس، ويقرؤون على الممسوس ترانيم وأناشيد خاصة بهم ويعتقدون أنها تؤثر في المريض ويحصل له مثل ما يحصل عند قراءة القرءان، مع إيماننا أن القرءان شفاء لما في صدور المؤمنين، وأن الرقية الشرعية ثابته بالكتاب والسنة.
وإن سلمنا بتلبس الجن بالإنس عارضنا مراد الله سبحانه وتعالى في أن الشيطان حدوده وغاية ما يستطيع فعله هو التزيين والغواية وتخبط المؤمن على غير هدى وأنه عز وجل كرم ابن آدم وسخر له ما في السموات والأرض وجعله خليفة له في الأرض، وأنه مكلف بالتكاليف الشرعية وعمارة هذه الأرض، وموضوع التلبس ينافي هذا كله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نود لفت نظر السائل الكريم إلى عدة أمور:

الأول: أن النصوص الشرعية لا تتعارض في الحقيقة، فإذا ظهر لنا فيها نوع تعارض، فلابد من التوفيق بينها، بحيث ينتفي عنها الاختلاف المشار إليه في قوله تعالى: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا {النساء : 82}.

الثاني: أنه لا تعارض بين خاص وعام، وأن الخاص مقدم على العام وراجع في ذلك الفتويين رقم: 51486، ورقم: 8101.

الثالث: أن ثبوت دليل واحد يكفي لإثبات حكم شرعي ـ سواء كان اعتقاديا أو عمليا.

وأما بخصوص موضوع السؤال، فنقول: إن صرع الجني للإنسي أمر ثابت شرعا وواقعا، وهذا الأمر لا خلاف فيه بين أهل السنة، وإنما خالف فيه طوائف من أهل البدع كالمعتزلة والجهمية، قال أبو الحسن الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة: فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافعة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون.

قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما روي عن السادة ـ الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ـ ونحن بذلك معتصمون.

وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، إلى أن قال: وأن الشيطان يوسوس الإنسان ويشككه ويخبطه، خلافا للمعتزلة والجهمية كما قال تعالى:الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

وكما قال: من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.هـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة.هـ.

وقال ـ أيضا: ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك، فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك.هـ.

حتى إن بعض المعتزلة أثبت ذلك، فنقل الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان عن القاضي عبد الجبار المعتزلي أنه قال: إذا صح ما دللنا عليه من رقة أجسام الجن وأنها كالهواء، لم يمتنع دخولهم في أبداننا، كما يدخل الريح والنفس المتردد الذي هو الروح في أبداننا من التخرق والتخلخل.

ولشهرة هذه الأخبار وظهورها عند العلماء قال أبو عثمان عمرو بن عبيد: المنكر لدخول الجن في أبدان الإنس دهري أو يجيء منه دهري. هـ.

وقال الشيخ صالح الفوزان في شرح كتاب التوحيد: الجن يمسون الإنس ويخالطونهم ويصرعونهم، وهذا شيء ثابت، لكن من جهلة الناس من ينكر صرع الجن للإنس، وهذا لا يكفر، لأن هذه مسألة خفية، ولكنه يخطأ فالذي ينكر مس الجن للإنس لا يكفر، ولكن يضلل، لأنه يكذب بشيء ثابت أما الذي ينكر وجودهم أصلا فهذا كافر. هـ.

ومن ذلك يعرف خطأ السائل في دعواه أنه لم يقل بتلبس الجني لأنسي أحد قبل ابن تيمية وابن القيم، وكذلك دعواه ضعف الرواية عن الإمام أحمد في ذلك، فإن شيخ الإسلام من أعلم الناس بمذهب أحمد وأقواله، ثم هو نقل اتفاق الأئمة على ذلك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 47534.

ومن الأدلة في هذا الباب ما رواه الشيخان عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس، ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها.

قال ابن حجر: وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني.

وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط. هـ.

ورواية البزار هذه التي فيها ذكر الخبيث ـ الشيطان ـ من طريق فرقد السبخي، وهو صدوق عابد، لكنه لين الحديث كثير الخطإ، كما في القريب.

قال ابن كثير في البداية والنهاية: هذا دليل على أن فرقد قد حفظ، فإن هذا له شاهد في صحيح البخاري ومسلم. هـ.

وعن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال ما جاء بك، قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي، قال: ذاك الشيطان، ادنه، فدنوت منه فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: الحق بعملك، فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.

رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وصححه الألباني.

وعن يعلى بن مرة الثقفي: عن أبيه: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج عدو الله، أنا رسول الله، قال: فبرأ.

رواه أحمد، وصححه الألباني.

وأما بالنسبة لآية آكل الربا: فما ذكره السائل غير وارد، ولم يقل به إلا مفسروا المعتزلة: كالزمخشري ومن تابعهم من القدماء والمعاصرين، ثم إن هذا التشبيه ليس لحال المرابي في الدنيا، وإنما تشبيه حاله يوم يبعث من قبره، وهذا يبطل التأويل المذكور في السؤال من أصله، قال ابن كثير: أخبر عنهم يوم خروجهم من قبورهم وقيامهم منها إلى بعثهم ونشورهم فقال: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياما منكرا.

وقال ابن عباس: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق. هـ.

ونص على ذلك عامة المفسرين.

وأما قوله تعالى: واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب {ص : 41}.

ففيه نقض لدعوى السائل، وذلك أن في الآية ـ على أية حال ـ دليلا واضحا على إضرار الشيطان لنبي الله أيوب، أيا ما كان سبيل ونوع هذا الإضرار ثم إننا لو فسرناه على معنى المس الذي ذكره السائل في آية الربا، وهو معنى الإضلال والغواية فسيقع الإشكال بحق، ولكن لو فسرناه بإضرار البدن لما كان هناك إشكال، إذ هو من جملة البلاء الذي يصاب به الأنبياء وهذا ثابت ـ أيضا ـ في كثير من كتب التفسير.

قال السعدي: أني مسني الشيطان بنصب وعذاب.

أي: بأمر مشق متعب معذب، وكان سلط على جسده فنفخ فيه حتى تقرح ثم تقيح بعد ذلك واشتد به الأمر.هـ.

وهذا ليس بأغرب من السحر الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما ينفيه المعتزلة ـ أيضا ـ وقد سبق التعرض له في الفتويين رقم: 36550، ورقم: 15596.

وأما السلطان المنفي في قول الشيطان: وما كان لي عليكم من سلطان {إبراهيم : 22}.

فهو سلطان القهر والإلجاء، أو سلطان الحجة والبرهان، فإن ذلك لا يتسنى للشيطان في إغوائه لبني آدم ووسوسته لهم، ولذلك قال: إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي {إبراهيم : 22}.

وهذا لا يتعارض مع كونه قد يسلط على أبدان الناس، ويظهر عليهم بسبب ذلك أعراض مرضية، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة: إنما هي ركضة من الشيطان.

رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

وأبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.

ومن ذلك ـ أيضا ـ قوله صلى الله عليه وسلم: فناء أمتي بالطعن والطاعون، فقيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: وخز أعدائكم من الجن.

قال المنذري: رواه أحمد بأسانيد أحدها صحيح، وأبو يعلى والبزار والطبراني.هـ.

وصححه الألباني.

وبذلك يظهر أنه لا تعارض بين تلبس الجني بالإنسي وبين محدودية قدرة الشيطان، وأن غاية وسائله في إضلال بني آدم، إنما هي الوسوسة والتزيين والإغواء.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

فقد تقدم لنا بيان أن الصحيح حمله على الحقيقة، فراجع الفتوى رقم: 80212.

وأما كلام الشافعي ـ رحمه الله ـ فمحمول ـ كما يقول ابن حجر ـ على من يدعي رؤية الجن على صورهم التي خلقوا عليها، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 110576، وما أحيل عليها.

وأما مسألة الطب النفسي وتفسيراته وأبحاثه في هذه الظواهر وإرجاعها إلى مسائل نفسية: فهذا قد يصح في بعض الحالات، ولكنه لا ينفي أن تكون هناك حالات أخرى من الصرع بسبب تلبس الجني.

وأما ما يمارسه بعض الكفار ويقرءونه على المصروع من الترانيم واعتقادهم أنها تؤثر ويحصل بسببها ما يحصل عند قراءة القرآن: فهذا ليس على إطلاقه، فأما تساوي أثر ذلك مع أثر القرآن في حصول الشفاء المطلق، فليس بصحيح قطعا.

وأما حصول مطلق الشفاء بسبب ذلك فهذا أمر وارد، وليس هذا بأظهر مما يقرؤه الساحر من الطلاسم على المصروع فيشفى، وهذا قد يستدل به على أن تلبس الجني للأنسي من أسباب الصرع، فإن من كان له علاقة بالجن من الكهان والسحرة والمشعوذين يمكن أن يحصل الشفاء على يديه.

وأما المنافاة أو التعارض المزعوم بين إثبات التلبس، وبين كون الله تعالى كرم بني آدم وسخر لهم ما في السموات والأرض وجعلهم خلفاء فيها وكلفهم بعمارتها وبالتكاليف الشرعية، فهذا إنما حصل في ذهن السائل أو من قلدهم ممن نفى التلبس، وإلا فمثل هذا يقال ـ أيضا ـ في تسليط الأمراض البدينة والنفسية الفتاكة على بني آدم، وغير ذلك من أنواع الابتلاءات التي يمتحن الله بها عباده.

ومن ناحية أخرى: فإن الله تعالى كما مكن الجني من التلبس أعطى بني آدم وسائل وأسبابا للوقاية ثم للعلاج بإذنه سبحانه.

وأخيرا ننبه السائل على أن قوله: جعله خليفة له في الأرض ـ ليس بصحيح، فإن خلافة الإنسان في الأرض ليست عن الله، بل هي بأمر الله بمعنى أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 40112.

قال ابن كثير في قوله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة.

قال: أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، كما قال تعالى: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض {الأنعام: 165}.

وقال: ويجعلكم خلفاء الأرض {النمل: 62}.

وقال: ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون {الزخرف: 60}.

وقال: فخلف من بعدهم خلف {مريم: 59}.

وهناك أجوبة أخرى كثيرة ومفيدة لما ذكره السائل من شبهات، لا نستطيع إيرادها في مجال الفتوى خشية الإطالة، فننصحه بقراءة كتاب: الأدلة الشرعية في إثبات صرع الشيطان للإنسان والرد على المنكرين: للدكتور: صالح الرقب.

وكذلك قراءة مقال الأستاذ عبد الله زقيل: ما هكذا تورد الإبل يا دكتور.

والله أعلم . 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة