السؤال
تعرفت على فتاة مطلقة في العمل ـ وهي أكبر مني بسبع سنين وعندها ولد, وأنا في الرابع والعشرين من العمرـ فأردت الارتباط بها وطلبت من أهلي التقدم إليها, فرفضت أمي لسبب وحيد وهو أنها مطلقة وأنها تخاف من كلام الناس والأقارب، وكنت قد صليت صلاة الاستخارة قبل أن أسأل الفتاة وأطلب من أهلي التقدم إليها.
والسؤال هو: هل يعتبر رفض الأم لهذا الزوج من المعوقات التي تبرر عدم التقدم لطلب هذه الفتاة نتيجة الاستخارة؟ وكيف يتأكد الشخص أن ما هو مقبل عليه خير أم لا؟.
أرجو الإجابة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء ننبهك على أن طاعة الأم مقدمة على الزواج بامرأة معينة، خصوصا إذا كان رفضها للزواج
بها لمسوغ مقبول ولم يكن لمجرد الهوى والتعنت، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 113683, 31929, 3846.
ومع ذلك، فلا يعد مجرد رفض أمك للوهلة الأولى علامة على تعسير الأمر كنتيجة للاستخارة، فلا بأس أن تسعى في إقناعها مرة أخرى ـ إذا كانت الفتاة ذات خلق ودين ـ وذلك عن طريق التودد إليها وحسن التعامل معها واللين لها في القول، وأن توسط من يقنعها، فإن أصرت على الرفض فعليك ـ حينئذ ـ بالانصراف عن هذه المرأة طاعة لأمك.
أما بخصوص الشق الثاني من السؤال: فقد بينا في الفتوى رقم: 113682، أن انشراح الصدر وتيسير الأسباب للأمر الذي وقعت عليه الاستخارة علامة على كونه خيرا.
والله أعلم.