السؤال
نحن نعيش في أوروبا ونشتري الخبز من الأفران، وهي خالية من الدهون الحيوانية والكحول، لكن علمنا مؤخرا من عامل في أحد الأفران - وهو مسلم - أن العمال داخل الفرن يعجنون أنواعا من الحلويات وفي داخلها كحول، ثم يعجنون الخبز في نفس الماكينة، دون غسلها من أثر الكحول، فما حكم أكل هذا الخبز؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه ـ بداية ـ على أن مثل هذه الأمور لا يعتمد فيها إلا على الثقة الأمين الذي تقبل شهادته وروايته فقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا {الحجرات: 6}. فإن لم يكن هذا العامل ممن تعرف عدالته، فلا يعول على خبره ولا تقبل شهادته، فالمعروفون بالفسق والفجور مثلا، لا يؤثر كلامهم في أمور الحلال والحرام. ثم إن ثبت ما ذكر في السؤال، فينبغي أن ينظر في مدى تأثير صنع هذه الأنواع المذكورة من الحلوى على نجاسة الماكينة التي تصنع فيها ثم بعد ذلك في مدى تأثير هذا الأثر ـ إن وجدـ على ما يصنع فيه من الخبز بعد ذلك. والذي يظهر لنا أنه حلال، لأن الغالب أن صنع هذه الحلوى يضيع أثر الكحول من المكنة، وإن بقي فيها شيء فهو نسبة لا تكاد تذكر أو تؤثر، ثم إن صنع الخبز بعد ذلك سيستهلك ما يحتمل أنه قد بقي، ومثل هذا لا حرج في تناوله ـ إن شاء الله ـ، ولا ينبغي الالتفات إلى مثل هذه الاحتمالات والظنون، فالأصل في الأشياء الحل، ومثل هذه الاحتمالات لا تنقل عن هذا الأصل.
والله أعلم.