قرن اسم (الله) و (محمد) في اللوحات الفنية

0 512

السؤال

اسمحوا لي بأن أقدم لكم هذه الفتوى لشيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى لعلها تنفع في النظر إلى ما أفتيتم به {تعليق اللوحات الفنية على جدران المنزل} والله الموفق.
سئل فضيلة الشيخ : كثيرا ما نرى على الجدران كتابة لفظ الجلالة (الله) ، وبجانبها لفظ محمد صلى الله عليه وسلم أو نجد ذلك على الرقاع، أو على الكتب، أو على بعض المصاحف. فهل موضعها هذا صحيح ؟ فأجاب قائلا : موقعها ليس بصحيح لأن هذا يجعل النبي صلى الله عليه وسلم ندا لله مساويا له، ولو أن أحدا رأى هذه الكتابة وهو لا يدري المسمى بهما لأيقن يقينا أنهما متساويان متماثلان ، فيجب إزالة اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويبقى النظر في كتابة : (الله) وحدها فإنها كلمة يقولها الصوفية، ويجعلونها بدلا عن الذكر ، يقولون (الله الله الله) ، وعلى هذا فلتغى أيضا ، فلا يكتب (الله) ، ولا (محمد) على الجدران ، ولا على الرقاع ولا في غيره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على الاتصال بنا وتنبيهك ومناصحتك، ونفيدك أن الفتوى التي كتبناها في اللوحات الفنية برقم: 39288، إن كانت هي المرادة عندك فإنا لم نتكلم فيها على اللوحات التي وضع فيها اسم الله واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمعين وإنما تكلمنا على ذلك في الفتوى رقم: 125817.

وبينا أنه لا ينبغي وضع اسميهما معا وتعليقهما، وخاصة إذا كان يخشى على العوام توهم المساواه بينهما.

ثم إن المسألة لا يمكن الجزم فيها بالمنع مطلقا، لأن مجرد قرن الاسمين ثابت في نصوص الوحيين كثيرا، ولكن من يساوي الله ورسوله في التعظيم أو المحبة فقد وقع في المحظور المنهي عنه، فالذين آمنوا أشد حبا وتعظيما له ويفردونه بالعبادات، وقد أخبر الله عن المشركين أنهم يقولون في الآخرة مخاطبين أصناهم: تالله إن كنا لفي ضلال مبين* إذ نسويكم برب العالمين. {الشعراء: 97، 98}. وقال تعالى في الكفار: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. {الأنعام:1}.

وأما الذكر بالاسم المفرد فقد بينا تفصيل القول فيه وفي عدم مشروعيته في الفتوى رقم: 56875.

ولكن مجرد الكتابة لا تساوي التلفظ فإن من يراها قد يتذكر فيوحد الله أو يسبحه.

وبناء عليه فلا يمكن الجزم بالمنع والأولى هو الترك لأن الأمر لم يكن معهودا عن السلف وهم أشد تعظيما وحبا له منا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات