السؤال
هل قول القلب يزيد وينقص أم لا، مع ذكر الدليل من فضلكم؟ جزاكم الله خيرا. وبارك الله فيكم.
هل قول القلب يزيد وينقص أم لا، مع ذكر الدليل من فضلكم؟ جزاكم الله خيرا. وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول القلب هو الاعتقاد والتصديق، كما سبق في الفتوى رقم: 73692.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فأما قول القلب فهو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. مجموع الفتاوى.
وهذا التصديق الذي هو قول القلب يزيد وينقص، ومما يدل على ذلك:
* تفاوت الناس في معرفة تفاصيل ما يصدقون به، ولا شك أن التصديق المجمل ليس كالتصديق المفصل.
* تفاوت الناس في استقرار ذلك التصديق في نفوسهم ومدى استحضارهم له.
* تفاوتهم في نفس التصديق قوة وضعفا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ثم نفس التصديق أيضا متفاضل من جهات: منها: أن التصديق بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكون مجملا وقد يكون مفصلا، والمفصل من المجمل، فليس تصديق من عرف القرآن ومعانيه والحديث ومعانيه وصدق بذلك مفصلا كمن صدق أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر ما جاء به لا يعرفه أو لا يفهمه.
ومنها: أن التصديق المستقر المذكور أتم من العلم الذي يطلب حصوله مع الغفلة عنه.
ومنها: أن التصديق نفسه يتفاضل كنهه، فليس ما أثنى عليه البرهان بل تشهد له الأعيان وأميط عنه كل أذى وحسبان حتى بلغ أعلى الدرجات، درجات الإيقان، كتصديق زعزعته الشبهات وصدفته الشهوات ولعب به التقليد، ويضعف لشبه المعاند العنيد. وهذا أمر يجده من نفسه كل منصف رشيد. ولهذا كان المشايخ -أهل المعرفة والتحقيق السالكون إلى الله أقصد طريق- متفقين على الزيادة والنقصان في الإيمان والتصديق كما هو مذهب أهل السنة والحديث في القديم والحديث. مجموع الفتاوى.
والله أعلم.