القرآن الكريم يدل على حرمة الاستمناء

0 251

السؤال

لماذا أو ما الحكمة من أن الله سبحانه وتعالى لم يقل بتحريم الاستمناء ولم يذكره فى القرآن الكريم بنص صريح فلو عرف الناس أن الاستمناء حرام فى القرآن الكريم وبنص صريح مثل الزنا لارتاحوا كثيرا وما كانت هذه الشكوك التي أتعبتني كثيرا جدا بين الحرمة والحل وبين أقوال العلماء وهل يجوز للضرورة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزم في تحريم شيء أن ينص القران الكريم عليه صراحة ، فما لم ينص على تحريمه بالاسم قد يحرم  للعلة المشتركة بينه وبين ما نص على تحريمه وهو ما يعرف بالقياس، وقد يحرم لدخوله في عموم صيغة النص كما في مسألة الاستمناء فهو داخل في عموم قوله تعالى: والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. {المعارج:29،30}.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبيان الأحكام يحصل تارة بالنص الجلي المؤكد وتارة بالنص الجلي المجرد وتارة بالنص الذي قد يعرض لبعض الناس فيه شبهة بحسب مشيئة الله وحكمته. وذلك كله داخل في البلاغ المبين فإنه من ليس شرط البلاغ المبين أن لا يشكل على أحد فإن هذا لا ينضبط وأذهان الناس وأهواؤهم متفاوتة تفاوتا عظيما، وفيهم من يبلغه العلم وفيهم من لا يبلغه إما لتفريطه وإما لعجزه وإنما على الرسول البلاغ المبين، البيان الممكن وهذا ولله الحمد قد حصل منه صلى الله عليه وسلم فإنه بلغ البلاغ المبين وترك الأمة على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وما ترك من شئ يقرب إلى الجنة إلا أمر الخلق به ولا من شئ يقربهم من النار إلا نهاهم عنه فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيا عن أمته. انتهى.منهاج السنة النبوية.

فدع عنك الشكوك والوساوس أخي السائل ، وامتثل لأمر الله تعالى وتجنب الاستمناء طاعة لله ،واعلم أن ذلك هو سبيل المؤمنين فقد قال الله تعالى  :إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون {سورة النــور :51}، ولمزيد فائدة راجع الفتوى التالية : 74119 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة