حكم الصيام وقت المكث بمكة لأداء العمرة

0 329

السؤال

أنا أنوي أن أؤدي مناسك العمرة في هذه الأيام بإذن الله. وأسال هل أصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع والأيام البيض 13-14-15 من كل شهر وأنا في العمرة كما في العادة؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعينك على إتمام النسك، وأن يتقبل منا ومنك صالح العمل، ثم اعلم أنه لا بأس في أن تصوم في حال سفرك لأداء العمرة إذا كان ذلك لا يضر بك، فإن الصوم في السفر مشروع لمن قوي عليه، فعن عائشة: أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي -صلى الله عليه- وآله وسلم: أصوم في السفر وكان كثير الصيام فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر. رواه الجماعة.

 وأما إذا كنت تتضرر بالصوم وتضعف به عن أداء نسكك، وعن الاجتهاد في العبادات الخاصة بالمسجد الحرام كالطواف، فإن الأولى لك ترك الصوم لتشتغل بما هو أفضل، وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس من البر الصيام في السفر.

 قال ابن القيم -رحمه الله-: وأما قوله: ليس من البر الصيام في السفر، فهذا خرج على شخص معين، رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ظلل عليه، وجهده الصوم، فقال هذا القول، أي: ليس البر أن يجهد الإنسان نفسه حتى يبلغ بها هذا المبلغ، وقد فسح الله له في الفطر. انتهى.

 والاشتغال بالطواف المطلق والصلاة في المسجد الحرام من أولى ما ينبغي أن يحرص عليه المقيم بمكة، فإن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، والطواف عبادة مختصة بالمسجد الحرام، فلا يمكن تحصيلها في غيره، فكان الاشتغال بها من أهم الأشياء، فإذا كان الصيام يضعف عن هذه العبادة فالاشتغال به من الاشتغال بالمفضول عن الفاضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة