حكم المداومة على ختم الخطبة بآية (إن الله يأمر بالعدل..)

0 414

السؤال

ما حكم قراءة الإمام في نهاية الخطبة الثانية يوم الجمعة وبشكل دائم : أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد جرت عادة كثير من الخطباء أن يختموا خطبة الجمعة بهذه الآية الكريم: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. {النحل:90}.

وقد جمعت هذه الآية من الأوامر والنواهي ما يجعلها حقيقة بأن يذكر بها الناس في يوم الجمعة، ولذا أمر عمر بن عبد العزيز الخطباء بتلاوتها على المنابر، وبين الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير وجه ذلك فقال ما عبارته: وقد اهتدى الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى ما جمعته هذه الآية من معاني الخير فلما استخلف سنة 99 كتب يأمر الخطباء بتلاوة هذه الآية في الخطبة يوم الجمعة وتجعل تلاوتها عوضا عما كانوا يأتونه (أي بني أمية) في خطبة الجمعة من كلمات سب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وفي تلاوة هذه الآية عوضا عن ذلك السب دقيقة أنها تقتضي النهي عن ذلك السب إذ هو من الفحشاء والمنكر والبغي. انتهى.

 ولم ير كثير من العلماء استحباب ختم الخطبة بهذه الآية، وهو مذهب المالكية.

 قال الدسوقي في حاشيته: وأما ختمها بقوله تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان }. الآية فظاهر كلامه أنه غير مطلوب في ختمها وأول من قرأ في آخرها { إن الله يأمر بالعدل } عمر بن عبد العزيز فإنه أحدث ذلك بدلا عما كان يختم به بنو أمية خطبهم من سبهم لعلي رضي الله عنه لكن عمل أهل المدينة على خلافه. انتهى.

 وبالغ بعض أهل العلم فعد التزام ختم الخطبة بهذه الآية بدعة، وهو ما نص عليه الشقيري في السنن والمبتدعات، وكذا العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في تصحيح الدعاء، والأولى أن يقال إن ختم الخطبة بهذه الآية جائز لا حرج فيه لما فيها من المعاني العظيمة ولأنه فعل إمام هدى هو عمر بن عبد العزيز رحمه الله. ولكن لا ينبغي التزام ذلك لئلا يعتقد الناس أنه من السنة، وهذا ما بينه الشيخ العثيمين رحمه الله.

 فقد جاء في فتاوى نور على الدرب لفضيلته رحمه الله جوابا عن هذا السؤال: الأفضل أن لا يديم ذلك لأنه إذا أدام ذلك ظن الناس أن هذا من السنة وليس هذا من السنة، وقد قيل إن أول من ختم الخطبة بهذه الآية عمر بن عبد العزيز رحمه الله. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة