حكم مقابلة الإساءة بالإحسان دون ابتغاء وجه الرحمن

0 224

السؤال

أنا شاب في الجامعة إذا أحسست أن أي شخص لا يحبني أو أنه يحسدني بداخله أحاول أن أفعل معه خيرا وأكلمه بالحسنى، لا أبتغى بذلك وجه الله ولكني أفعل ذلك لكي أتجنب إساءته وأجعله لا يكرهني إن شعرت منه بذلك أو لم أشعر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تفعله من معاملة زملائك بالحسنى أمر حسن وخلق طيب يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، فقد أوصى الله العباد أن يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب حتى لا يدعوا مجالا للشيطان ليفسد بينهم. قال تعالى:  وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا. {الإسراء:53}.

بل إن الشرع قد حث على مقابلة السيئة بالحسنة. قال تعالى:  ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.  {فصلت:34}.

لكن ينبغي أن تجتهد في إخلاص نيتك لله و أن تكون غايتك ابتغاء مرضاته، فذلك بلا شك أصلح لقلبك وأعظم لأجرك، مع كون الفائدة التي ترجوها من دفع شر الناس عنك ستتحقق تبعا من غير أن تكون هي غاية قصدك.

 قال تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما. {النساء: 114}.

قال السعدي : فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير، كما دل على ذلك الاستثناء.

ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص، ولهذا قال: { ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما }. فلهذا ينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله ليحصل له بذلك الأجر العظيم، وليتعود الإخلاص فيكون من المخلصين، وليتم له الأجر، سواء تم مقصوده أم لا، لأن النية حصلت واقترن بها ما يمكن من العمل. تفسير السعدي.

وللفائدة انظر الفتوى رقم : 120085.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة