السؤال
هل الخلافة القادمة خلافة المهدي؟ وما الدليل على ذلك؟ وهل هناك حديث على أن أمامه: 14 خليفة؟.
هل الخلافة القادمة خلافة المهدي؟ وما الدليل على ذلك؟ وهل هناك حديث على أن أمامه: 14 خليفة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد روى الإمام أحمد عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. صححه الألباني، وقال: من البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز، لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة ولم تكن بعد ملكين: ملك عاض وملك جبرية. اهـ. وكلام الألباني هذا غير مسلم به، فقد سبقت فترة عمر بن عبد العزيز فترات كان الملك فيها عاضا وجبريا بامتياز، ففي فترة يزيد بن معاوية كان الملك عاضا جدا، ففيها قتل الحسين، وفيها غزيت المدينة واستبيحت، وقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، وكانت فترة عبد الملك بن مروان، فترة ملك جبري جدا، وكذلك الحال بالنسبة لابنه الوليد بن عبد الملك وهو أول خليفة بعد أبيه وفي فترتهما كانت ولاية الحجاج وغزيت مكة، ورميت الكعبة بالمنجيق، وقتل الصحابي الجليل: عبد الله بن الزبير وصلب، وفيها قتل سادة التابعين صبرا، وعلى رأسهم سعيد بن جبير وعاث الحجاج وجنوده في الأرض فسادا وإفسادا وقتلا وتشريدا، ثم جاء بعد هذه الفترة سليمان بن عبد الملك ولم تطل مدته، وجاء بعده عمر بن العزيز وقد كان خليفة راشدا بحق. وعلى كل، فلا يخفى أنه قد حصل في الأمة الإسلامية كلا الملكين: العاض والجبري، وخلافة على منهاج النبوة ـ وهي خلافة عمر بن عبد العزيز ـ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 36833. ولا بد من التنبه إلى أن تحديد زمن خروج المهدي لم يأت في رواية صحيحة، وراجع الفتويين رقم: 16707، ورقم: 6573. وأما قول السائل: هل هناك حديث على أنه 14 خليفة أمامه؟ فإن كان يعني به السؤال عن وجود حديث نبوي يدل على أن هناك أربعة عشر خليفة قبل خروج المهدي، فلم نقف على حديث كهذا، وقد ثبت عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، كلهم من قريش. رواه البخاري ومسلم، واللفظ له. قال ابن كثير في تفسيره: هذا الحديث فيه دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا ـ وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر ـ فإن كثيرا من أولئك لم يكن إليهم من الأمر شيء، فأما هؤلاء، فإنهم يكونون من قريش، يلون فيعدلون، وقد وقعت البشارة بهم في الكتب المتقدمة، ثم لا يشترط أن يكونوا متتابعين، بل يكون وجودهم في الأمة متتابعا ومتفرقا وقد وجد منهم أربعة على الولاء ـ وهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي ـ رضي الله عنهم ـ ثم كانت بعدهم فترة، ثم وجد منهم ما شاء الله، ثم قد يوجد منهم من بقي في وقت يعلمه الله. ومنهم المهدي الذي يطابق اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته كنيته، يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما. اهـ. وذكر نحو ذلك العيني في عمدة القاري، والسخاوي في التماس السعد في الوفاء بالوعد، وراجع الفتوى رقم: 8017. وقد اختلف أهل العلم في تعيين الاثني عشر خليفة المذكورين في الحديث كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6305. والله أعلم.