السؤال
أنا مسلم مصري، أقطن في المغرب، وقد شاهدت هلال شهر رمضان في الليلة التي شاهده فيها المسلمون في مصر، حيث رأيت الهلال وبقي لمدة 30دقيقة. إلا أن السلطات في المغرب لم تثبت لديهم رؤية الهلال، وقرروا أن يصوموا في اليوم الموالي لليوم الذي صام فيه المصريون.
وسؤالي هو: ما ذا علي فعله؟ لقد قررت أن أحتفل بعيد الفطر طبقا للرؤية في مصر بغض النظر عما سيكون عليه الحال في المغرب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهاهنا مسألتان:
المسألة الأولى هي: أنك ما دمت تعيش في المغرب، فيلزمك أن تبدأ الصيام معهم، وأن تفطر معهم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون. رواه أبو داود بإسناد جيد.
هذا إذا كان البلد يعتمد في صيامه وإفطاره على رؤية الهلال، وليس على الحساب الفلكي، أما إن كان يعتمد على الحساب الفلكي، فيمكنك الاعتماد على رؤية نفسك، أو رؤية من حولك من المؤمنين ممن يتحرون الهلال، أو رؤية بلد مجاور عند تعذر ذلك، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، فأكملوا العدة ثلاثين.
المسألة الثانية: وهي تتعلق بما إذا كنت في بلد يعتمد على رؤية الهلال وليس الحساب الفلكي، ورأيت الهلال بنفسك لكنهم لم يروه، فهل تصوم أم لا؟ قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: إذا رأى هلال الصوم وحده، أو هلال الفطر وحده، فهل عليه أن يصوم برؤية نفسه؟ أو يفطر برؤية نفسه؟ أم لا يصوم ولا يفطر إلا مع الناس؟ على ثلاثة أقوال: هي ثلاث روايات عن أحمد.
أحدها: أن عليه أن يصوم، وأن يفطر سرا، وهو مذهب الشافعي.
والثاني: يصوم، ولا يفطر إلا مع الناس، وهو المشهور من مذهب أحمد ومالك وأبي حنيفة.
والثالث: يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس، وهذا أظهر الأقوال؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون. رواه الترمذي، وقال حسن غريب، ورواه أبو داود، وابن ماجه، وذكر الفطر والأضحى فقط. … إلخ. (مجموع الفتاوى25/114-118) لابن تيمية.
وقد سبقت أجوبة في الموضوع نحيلك على بعضها للفائدة: 12036، 11673، 6636.
والله أعلم.