السؤال
فضيلة الشيخ. أرجو التكرم بالإجابة على سؤالي المتعلق بصحة العمرة وهو أنني كنت مصابا بالوسواس القهري وكنت أريد أن أصلي العشاء ولكني لم أستطع، فقررت أن أصليها على أي حال أكانت مقبولة أو باطلة لأن أهلي كانوا يستعجلوني من أجل تأدية العمرة وقد تأخرت عليهم، وقبل الصلاة أو أثناء أداء الصلاة نويت أن أعيدها لاحقا ثم ذهبت معهم إلى العمرة. المشكلة أن هذا الكلام منذ زمن ولا أدري ولا أتذكر بأي نية ذهبت فهناك نيتين الأولى كانت نيتي أن قلت لنفسي اذهب وعسى الله أن يقبل عمرتي حتى لو أني سأصلي لاحقا وانتهى الموضوع، أو النية الثانية أني بدأت أقول لنفسي إن الله لن يقبل منك عمرتك لأنك ستصلي العشاء لاحقا إذن سوف أكمل العمرة الآن وأعيدها لاحقا أو كفارة أوهدي والذي متأكد منه أنني لم أغض بصري عن النساء في تلك العمرة. سؤالي: هل أعيدها أو أكفر أو أهدي مع العلم بأني لست متأكدا هل صليت العشاء لاحقا أو لا ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعمرتك أيها الأخ الكريم صحيحة إن شاء الله ولا تلزمك إعادتها، وكذا صلاتك للعشاء صحيحة ولا تلزمك إعادتها، واعلم أنه لا علاقة بين صحة صلاتك للعشاء وبين صحة عمرتك.
والذي نوصيك به ونوصي به كل المبتلين بهذا الداء العضال الذي هو الوسوسة هو أن تعرض عن هذه الوساوس جملة وألا تلتفت إلى شيء منها، فإن الاسترسال مع الوساوس من أعظم ما يجلب على العبد الشر في دينه ودنياه، ولا علاج للوسوسة أنفع من إهمالها والإعراض عنها.. وانظر لذلك الفتوى رقم: 51601.
فعليك أيها الأخ الكريم كلما ألقى الشيطان في قلبك أن عبادتك باطلة وأنه تلزمك إعادتها أن تعرض عن هذا وتمضي في عبادتك غير ملتفت لوسوسته فإنه يريد صدك عن سبيل الله، واجتهد في الدعاء بأن يمن الله عليك بالعافية من هذا الداء، كما يمكنك مراجعة الأطباء امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، كما يمكنك أيضا مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا فستجد فوائد كثيرة متعلقة بهذا الأمر.
والله أعلم.