السؤال
أحيانا أكون نائمة ثم أستيقظ، وأرى الساعة، وقد بقي حوالي ثلث ساعة، وينتهي وقت الصلاة، وبما أن لدي وسواس أمكث في الحمام قرابة النصف ساعة، أي أني لن أستطيع أن أصليها في وقتها، فأعاود النوم فهل أنا في فعلي هذا كافرة؟ أفتوني وأنيروني؟
أحيانا أكون نائمة ثم أستيقظ، وأرى الساعة، وقد بقي حوالي ثلث ساعة، وينتهي وقت الصلاة، وبما أن لدي وسواس أمكث في الحمام قرابة النصف ساعة، أي أني لن أستطيع أن أصليها في وقتها، فأعاود النوم فهل أنا في فعلي هذا كافرة؟ أفتوني وأنيروني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما الكفر فلا مدخل له إن شاء الله في حال السائلة، والظاهر أنها تجمع بين الوسوسة في الطهارة وبين الوسوسة في مسائل الكفر أيضا، والواجب عليها أن تطرح عن نفسها هذه الوساوس ولا يستجرينها الشيطان، بل تستعيذ بالله منه وتنتهي كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا. حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. متفق عليه.
ومن أنفع الأمور لك أن تكثري من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ليصرف عنك ما بك، وأن تكثري من ذكر الله وتشغلي نفسك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك، ودعي عنك الاسترسال في مسائل الكفر. وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 70476 ، 48325 ، 60628 ، 51601.
ولا يخفى أن من جملة الوساوس المذمومة والمضرة: الوساوس في أمور الطهارة، والتي تجعل السائلة تبقى هذه المدة الطويلة في الحمام، وهذا يجرها لتضييع وقت الصلاة، كما هو مذكور في السؤال، وهذه أيضا يجب علاجها بالإعراض عنها، والتعوذ بالله منها، وراجعي في تفصيل ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 20810 ، 5148 ، 2860 ، 10355.
وبخصوص الحال المسئول عنها، فإنها لا تبقى محلا للسؤال إن بادرت السائلة إلى علاج الوسوسة، سواء في أمور الطهارة أو مسائل الكفر، والذي سيحصل عندئذ أن الوقت المذكور في السؤال سيكفي للتطهر وأداء الصلاة في وقتها، وبذلك يتم التخلص من إثم تأخير الصلاة عن وقتها، وراجعي في ذلك الفتويين: 98324 ، 47016.
وأخيرا ننصحك بأن تنظمي مواعيد نومك بقدر المستطاع، بحيث لا تتعارض مع مواقيت الصلاة، ونسأل الله تعالى أن يعافيك ويعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم.