المسارعة بقضاء دين الميت من أعظم البر به

0 264

السؤال

توفي والدي رحمه الله عن عمر 85 سنة، وكان يذكر لنا أن عليه دينا يوم أن كان شابا، وكان هذا الدين 90 ريال عربي سعودي (فضة أو يقال له ريال فرنسي) وأرغب في قضاء دين الوالد.
سؤالي هو: كيف تحتسب قيمة هذا الدين، وكيفية قضائه مع العلم أنني لا أعلم صاحب الدين؟أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدين إذا كان بعمله عدمت فإنه يقضى بقيمتها يوم انعدام تلك العملة إذا كان الدين قد حل قبل ذلك كما بينا في الفتوى رقم: 45371.

ويتصدق بتلك القيمة عن أصحاب الدين إذا حصل اليأس من الوصول إليهم أو ورثتهم.

قال صاحب الزاد: وإن جهل ربه تصدق به عنه مضمونا.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإذا كان بيد الإنسان غصوب أو عوار أو ودائع أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها، فإنه يتصدق بها عنهم أو يصرفها في مصالح المسلمين أو يسلمها إلى قاسم عادل يصرفها في مصالح المسلمين المصالح الشرعية. ومن الفقهاء من يقول : توقف أبدا حتى يتبين أصحابها ؟ والصواب الأول . فإن حبس المال دائما لمن لا يرجى لا فائدة فيه ؛ بل هو تعرض لهلاك المال واستيلاء الظلمة عليه . وكان عبد الله بن مسعود قد اشترى جارية فدخل بيته ليأتي بالثمن فخرج فلم يجد البائع فجعل يطوف على المساكين ويتصدق عليهم بالثمن ويقول : اللهم عن رب الجارية فإن قبل فذاك وإن لم يقبل فهو لي وعلي له مثله يوم القيامة . وكذلك أفتى بعض التابعين من غل من الغنيمة وتاب بعد تفرقهم أن يتصدق بذلك عنهم ورضي بهذه الفتيا الصحابة والتابعون الذين بلغتهم كمعاوية وغيره من أهل الشام. انتهى

وينبغي المبادرة إلى تسديد دين الميت وعدم التواني في ذلك، وهذا من أعظم البر به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال نفس ابن آدم معلقة بدينه حتى يقضى عنه. رواه الترمذي وأحمد واللفظ له، والمعنى كما قال السيوطي: أي محبوسة عن مقامها الكريم. وقال العراقي: أي أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا. انتهى.

 وقال الشوكاني: فيه دليل على أن خلوص الميت من ورطة الدين وبراءة ذمته على الحقيقة ورفع العذاب عنه إنما يكون بالقضاء عنه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة