السؤال
هل يجوز أن أهب بقية حياتي وأرحل لأهب نفسي لخدمة الرسول وزواره، مع العلم أني من فلسطين وعمري 27 سنة، لا أريد أن أترك بيت أبي لأي مكان يغضب الله فقط أريد أن أقضيه بحضرة الرسول حتى يأخذ الله أمانته؟
هل يجوز أن أهب بقية حياتي وأرحل لأهب نفسي لخدمة الرسول وزواره، مع العلم أني من فلسطين وعمري 27 سنة، لا أريد أن أترك بيت أبي لأي مكان يغضب الله فقط أريد أن أقضيه بحضرة الرسول حتى يأخذ الله أمانته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يظهر لنا ما الذي تقصده السائلة برحلتها إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وخدمتها له ولزواره. فإن كنت تقصدين خدمة المسجد النبوي والعمل على راحة مرتاديه فهذا في ذاته عمل مشروع، إلا أنه لا يتناسب مع أنوثتك، لأنه لن يخلو من محاذير كاختلاطك بالرجال وربما التكشف والتعرض لأسباب الفتنة.
وأيضا فيلزم أن يكون معك محرم في سفرك، فعن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه. وانظري الفتوى رقم: 6219.
وكذلك فإن إقامتك هناك دون مرافق لك مظنة المخاطر والفتن.
إضافة إلى أن بعض أهل العلم قد كرهوا المجاورة في الحرمين، خوفا من التقصير في حقهما. وانظري الفتوى رقم: 125339.
وعموما فننصحك بالعدول عن تلك الفكرة وأن تعتني ببر والديك فهذا أفضل لك إن شاء الله. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة. رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
وعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وابن ماجه وحسنه الألباني.
والله أعلم.