لا يصار إلى الطلاق إلا بعد تعذر الإصلاح

0 192

السؤال

أنا كنت متزوجة من قبل، ولدي طفلة 3 سنوات، انفصلت عن زوجي لأني أحسست أنه لا يحبني أو بالأحرى لا يبدي حبه ومشاعره لي، كان كل اهتمامه بأهله فقط؛ لأننا كنا مستقرين في السويد وهم في باكستان، طلبت منه الطلاق، رفض الطلاق وعشت لوحدي وبعدها طلبني للزواج رجل آخر، وكان مستعدا للانتظار حتى يتم الطلاق، تشجعت للأمر لأنه كان من نفس البلد، وقد كان 11 سنة عندما أتى إلى السويد، لديه طفلة 6 سنوات من امرأة سويدية، الآن بعد 9 أشهر زواج أشعر بالندم الكبير ولا أريد لطفلتي أن تتربى مع ابنته؛ لأنك لو جلست معها لرأيت أنها تدرك أمورا لايجب أن تعرفها حتى لو كان عمرها 12 عاما مما يجعلني قلقة، ولم أتمكن أن أحب ابنته، هو يحبني جدا ولكن أحس أنه ليس إنسانا واضحا عندما يشعر أنني لست مرتاحة بعيشي معه فيبدأ ويتحدث بطريقه تجعلني أعطف عليه، هو إنسان متلاعب بطريقة ذكية، يتلاعب في الكلام وبعض الأحيان يمثل أنه في أزمه قلبية وسيموت وبعد ذلك أكتشف أنه يمثل، أنا إنسانة صريحة لا أحب كثرة الكلام، أشعر بأني غير مرتاحة وأشعر بالتعب النفسي لكل ما حصل، أكره دخول البيت لأنه دائما في البيت يراقب أغراضي واتصالاتي وأسئلته اتهامية كل مرة أتكلم فيها مع والد ابنتي، أحس بالندم الكبير وأحس أنه استغل فترة طلاقي حيث كنت في حاله يآئسة، لا أحس بشيء له سوى الحزن عليه، أريد الطلاق، لا أريد لابنتي هذه العائلة ولا هذا الجو فابنته كأمها لا تعرف شيئا عن الإسلام وتكره العرب، أريد الطلاق وأنا مقتنعة بذلك، كل الناس تتساءل كيف اخترت هذا الرجل زوجا وأنا بدأت أستحي منه ومن تصرفاته، أطلب الرأي الصحيح والنصيحة لأني أحيانا أشعر أني أحزنه وأن الله سيعاقبني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلته من طلب الطلاق من زوجك السابق دون مسوغ، ومن التعرض للخطبة وأنت لا تزالين في عصمته، من الذنوب التي يجب عليك التوبة منها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أحمد وصححه الألباني.

كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطا لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه: لرجل يريد أن يطلق زوجته معللا ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم. أورده في كنز العمال.

وقد اتفق العلماء على حرمة التعريض بخطبة المطلقة الرجعية، فكيف بالتصريح بخطبة المرأة المتزوجة التي لم تطلق؟ فالواجب عليكما التوبة إلى الله، أما الآن وقد حصلت على الطلاق وتم زواجك بهذا الزوج الأخير فعليك أن تعاشريه بالمعروف، فإن حق الزوج على زوجته عظيم، وتتعاوني معه على طاعة الله، وننبهك إلى أن كلامك مع زوجك الأول ينبغي أن يكون عند الحاجة وبقدرها، فهو أجنبي عنك.. واحرصي على تربية ابنتك على الفضائل وتعليمها الإسلام، وينبغي أن تتعاوني مع زوجك على تربية ابنته تربية صالحة، وللفائدة عن كيفية تربية الطفل على الفضائل يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 100972، والفتوى رقم: 21752.

واعلمي أن الطلاق لا ينبغي أن يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، فلا ننصحك بطلب الطلاق من زوجك إلا إذا كان مفرطا في فرائض الله أو مرتكبا للمحرمات أو ظالما لك ظلما بينا ولم يفد نصحه في ذلك شيئا، ولمعرفة الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق راجعي فيها الفتوى رقم: 37112.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات