السؤال
أنا منتقبة، وفى بعض الأحيان يقوم بدعوتي الأهل والأقارب لحضور مناسبات مثل الخطوبة والزواج، ولكن فى أماكن خاصة بذلك التي تسمى بقاعة الأفراح، وحيث إنني أحرص على صلة الرحم فأضطر للذهاب إلى هذه الأماكن للمباركة فقط وذلك يكون بصحبة زوجي، مع حرصي على أن لا أستمر فى وجودي فى هذا المكان إلا لبعض دقائق حتى تتم مباركتي لأهلي وأقوم بمغادرة هذا المكان بعد ذلك فورا حتى لا أشارك فى طقوس هذا المكان من موسيقى وغيره، وبذلك أكون أرضيت أهلي بمباركتي لهم لأن بعضهم يتهمني بأني أقصر فى حقهم علي كأهل وأقارب عند ما أرفض دعوتهم لحضور مثل هذه الأماكن. فهل هذا جائز أن أذهب كما ذكرت وأغادر المكان فور مباركتي أم هذا لا يليق بى كمنقبة أن أتواجد فى مثل هذه الأماكن، علما أني أحرص على عدم غضب أي شخص مني وأريد أن أحافظ على ودهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان ذهابك لهذه الأعراس في غير الوقت الذي تحصل فيه المنكرات أو في موضع لا تشاهدين هذه المنكرات، فهو جائز.
قال الرحيباني: وإن علم المدعو به (أي: بالمنكر) ولم يره، ولم يسمعه، أبيح له الجلوس والأكل نصا لأن المحرم رؤية المنكر وسماعه، ولم يوجد. مطالب أولي النهى.
وأما ذهابك وقت حصول هذه المنكرات ورؤيتك لها فلا يجوز إلا إذا كنت تقدرين على تغيير تلك المنكرات.
قال ابن قدامة: إذا ادعي إلى وليمة فيها معصية كالخمر والزمر والعود ونحوه وأمكنه الإنكار وإزالة المنكر لزمه الحضور والإنكار، لأنه يؤدي فرضين إجابة أخيه المسلم وإزالة المنكر وإن لم يقدر على الإنكار لم يحضر. المغني.
فإذا لم تقدري على تغيير هذه المنكرات فلا يجوز لك حضورها ولو سخط هؤلاء الأقارب، وينبغي أن تبيني لهم أن امتناعك عن الحضور بسبب وجود المنكرات وتناصحيهم في ذلك، وسوف يكفيك الله ما يهمك من أمرهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رض الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني.
والله أعلم.