السؤال
فتوى تماثيل داود:
قوله تعالى: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور)
فما هي هذه التماثيل؟ وما يصنع بها داود عليه السلام؟ وهل كانت صناعة التماثيل في شرعه حلالا؟
فتوى تماثيل داود:
قوله تعالى: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور)
فما هي هذه التماثيل؟ وما يصنع بها داود عليه السلام؟ وهل كانت صناعة التماثيل في شرعه حلالا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التماثيل المذكورة في الآية الكريمة كانت لنبي الله سليمان بن داود عليهما السلام الذي سخر الله له الريح والجن... فكانوا يعلمون له المحاريب والتماثيل والجفان الكبيرة.. قال الله تعالى: ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير * يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور {سبإ 12-13}. فكانت هذه التماثيل -كما قال أهل التفسير- صورا من النحاس والزجاج...
قال البغوي في تفسيره: كانوا يعملون له تماثيل، أي: صورا من نحاس وصفر وشبة وزجاج ورخام. وقيل: كانوا يصورون السباع والطيور. وقيل: كانوا يتخذون صور الملائكة والأنبياء والصالحين في المساجد ليراها الناس فيزدادوا عبادة، ولعلها كانت مباحة في شريعتهم، كما أن عيسى كان يتخذ صورا من الطين فينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله. قال القرطبي: ونسخ ذلك بشرع محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الألوسي في تفسير هذه الآية: إنما حرمت التماثيل لأنه بمرور الزمان اتخذها الجهلة مما يعبد وظنوا وضعها في المعابد لذلك فشاعت عبادة الأصنام.
والله أعلم.