السؤال
أنا لدي مشكلة والله العظيم إني أخاف أن أكون كفرت بالله، والمشكلة أنه كان عندي شك في ديني مدة تقريبا شهر وربع أو نصف، والحمد لله راح مني الشك، لكن بعدها جاءتني مشكلة في نطق لفظ الجلالة (الله) بعد ذلك راحت، والحين جاءت لي مشكلة أكبر منها بحيث إني كل ما أقول (بسم اللهي الرحمن الرحيم) تأتيني توهمات أني قلت (بسم الله الرحمن الرحيم) وكل ما أقول الله أكبر في الصلاة تأتيني توهمات أني قلت (اللهو أكبر)
أرجوكم إني كل يوم أدعو الله أن يهديني ويرحمني لأني كنت أعمل العادة السرية، وكنت أكررها حتى صارت من كبائر الذنوب، والحين أخاف أن الهداية تكون بعيدة عني لأن ربي غاضب علي بسبب هذي الفعلة، وأخاف أني صرت كافرا لأني حاسس أني أبغي آكل كثيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يهديك ويتوب عليك، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه .. فكل ما ذكر في السؤال إنما هو من وسوسة الشيطان، والذي ننصح به السائل الكريم ونشدد عليه في النصح هو: أن يعرض عن هذه الوساوس التي تضره في دنياه ولا تنفعه في أخراه، فعليه أن يطرح هذه الأفكار عن نفسه ولا يسترسل معها، ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي. فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الكفر وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا، كلما حصل منه شيء اتهم نفسه أو غيره بالكفر. فقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين، فلا يزول إسلامه بالشك، وأن الأصل بقاء ما كان على ما كان. فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول أو بفعل أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفرا أكبر مخرجا من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر. ومع ذلك فلا يحكم بكفر المعين إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن يكون بالغا عاقلا مختارا غير معذور بجهل أو تأويل فيما يكون فيه الجهل والتأويل عذرا.
ومن عجيب ما ذكره السائل: خوفه على نفسه من الكفر بسبب رغبته في كثرة الأكل. ونظن أن سبب ذلك هو الوسوسة مع الفهم الخاطئ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. متفق عليه، فإنه لا يخفى أن كثرة الأكل ولو كانت من صفات الكافر غالبا إلا أن ذلك لا يعني أبدا كفر من يأكل أو يرغب في كثرة الأكل، وقد تقدم شرح هذا الحديث في الفتوى رقم: 36812.
وقد سبق لنا أيضا بيان الفرق بين الشك المؤدي للكفر وبين الوسوسة، في الفتوى رقم: 128213. كما سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3086 ، 60628 ، 78372 ، 28751 ، 37959.
وكذلك بخصوص العادة السرية تقدم لنا بيان حكمها وأهم الوسائل المعينة على اجتنابها في الفتويين: 5524 ، 22083.
والله أعلم.