تفسير قوله تعالى (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما)

0 4932

السؤال

في تفسير القرطبي لسورة الفرقان: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. أورد قول ابن عباس: من صلى ركعتين بعد العشاء بات ساجدا قائما. هل هذا حديث صحيح يعمل به؟ وهل الركعتان غير سنة العشاء والشفع والوتر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الأثر ذكره المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية، ولفظ الأثر كما ذكره القرطبي: "وقال ابن عباس : من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدا وقائما." ولم نقف لهذا الأثر على إسناد حتى يمكننا الحكم على صحته، وقد ذكره جماعة من المفسرين ممن يعتنون بذكر الأسانيد كالبغوي والثعلبي وغيرهما ولم يذكروا له إسنادا، واقتصر النووي في التبيان على ذكر حكاية الثعلبي له، وعلى كل فهو أثر موقوف وليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومراد ابن عباس والله أعلم أن أصل قيام الليل يحصل لمن صلى ركعتين فأكثر، ومن زاد فهي زيادة خير، فإن قيام الليل من أفضل القربات وأجل الطاعات، ويرى بعض المفسرين أن الآية مدح لمن يحيون الليل أو أكثره بالقيام وهو ما استظهره الألوسي، قال في روح المعاني في تفسير هذه الآية: " ولما ذكر حالهم بالنهار بأنهم يتصرفون أحسن تصرف ذكر حالهم بالليل والظاهر أنه يعنى إحياء الليل بالصلاة أو أكثره . وقيل : من قرأ شيئا من القرآن بالليل في صلاة فقد بات ساجدا وقائما . وقيل : هما الركعتان بعد المغرب ، والركعتان بعد العشاء . وقيل : من شفع وأوتر بعد أن صلى العشاء فقد دخل في هذه الآية . وفي هذه الآية حض على قيام الليل في الصلاة ." انتهى.

وظاهر ما ذكر عن ابن عباس أن هذه الفضيلة تحصل لمن صلى ركعتين بعد العشاء، سواء سنة العشاء أو غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات