هل يأثم من ابتعد عن صديق سيء الخلق ليحافظ على دينه

0 252

السؤال

أنا مصري أعمل في السعودية، بفضل الله أنا ملتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قدر الإمكان، تعرفت على أخ هنا في السعودية ملتزم أيضا بالسمت الظاهر ولكن بعد فترة لاحظت عليه سوء الخلق في التعامل مع الناس وأنا منهم ففكرت كثيرا في أن أبتعد عنه وأقطع علاقتي به، خاصة أننا لم نجتمع على طاعة إلا مرة أو مرتين ودائما ما ندخل في جدال بغيض وهو دائما متمسك برأيه حتى وإن أتيت له بالدليل سواء في أمور الدين أو الدنيا، ومؤخرا بدأ يمن على ببعض الأشياء مثل بعض العزومات الصغيرة، ثم حدثت بينه وبين رجل في الطريق مشاجرة وأنا معه فتلفظ بألفاظ سيئة للغاية لا تصدر من مسلم فضلا عن ملتزم فقررت مقاطعته وبالفعل قاطعته منذ حوالي شهر؟
ولكن في صدري خوف من أن أكون على إثم بسبب هذه القطيعة ولكن حجتي أنني رأيت تحسنا في ديني بعد مقاطعته فهل أنا على صواب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فالأصل في الهجر بين المسلمين أنه محرم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري مرفوعا: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

وجاء في سنن أبي داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار. صححه الألباني.

وقد كان من الواجب عليك إذ رأيت من هذا الشخص ما يخالف أخلاق الإسلام أن تنصح له وتعظه وتذكره بالله، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فإن أصر بعدها على أخلاقه فيسعك حينئذ الابتعاد عنه أما أن تسارع بهذا دون نصيحة ولا وعظ فهذا لا ينبغي لأن النصيحة واجبة بين المسلمين بحسب الوسع والطاقة، فعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا: لمن ؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.

جاء في شرح النووي على مسلم: والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه فإن خشي على نفسه أذى فهو في سعة.

فالذي نراه هو أن تنصح لهذا الرجل ولو بأن ترسل له رسالة مكتوبة أو إلكترونية على بريده.

وما دمت قد أحسست بتحسن في دينك بعد الابتعاد عنه فلا حرج عليك حينئذ في تركه، لأن مصلحة الحفاظ على الدين تقدم على كل مصلحة وقد قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه  يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو ديناه فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.

ولكن احرص على ألا يدخل الأمر في حيز الهجر التام بل يمكنك أن تكتفي إذا  لقيته بالسلام عليه ونحو ذلك من المعاملة المحدودة دون اختلاط به.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات