المرض النفسي والعقلي.. وتحمل المسؤولية من عدمها

0 352

السؤال

أنا شاب مصاب بمرض الفصام وبالأخص الفصام الوجداني، ومتحسن من حيث التفكير وأحيانا تأتيني هلوسة سمعية وبصرية، فأنا أعاني لأني لست قادرا على التفريق بين الخيال والحقيقة، وبسبب ذلك لو فرضنا أن أحدا بينه وبيني مشاكل أو أن أحدا متضايق مني شتمني على طول سأفترض أن هذه هلوسة.هذه طريقتي للتفريق بين الحقيقي والخيالي وكل ما أذهب للعمل وأتحمل مسؤولية تزيد علي الهلوسة والأفكار الغريبة التي بالرغم من أني أعرفها وأفهمها إلا أنني لا أملك دفعها، وتأتيني الهلوسة والأفكار على فترات لكن المستديم عندي هو الأعراض السالبة لمرض الفصام كما شخص الدكتور هي نقص الدافعية الشديدة (الكسل الشديد المرضي) عدم النظافة الشخصية، عدم التواصل الاجتماعي وترك العمل.
كما ترون أني واعي لما أقول لكني صادق فيما أصف به نفسي فقد فهمني الدكتور.
أود السؤال: هل عدم التواصل الاجتماعي مع الأقارب وكذلك عدم القدرة على العمل والتواصل وكذلك الهلوسة أحيانا نوع من الإكراه بمعنى هل أنا مكره أو ليس علي حرج؟ حيث إنني غير مواظب على الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فقد جاء في (الموسوعة الفقهية): أجمع الفقهاء على أن العقل هو مناط التكليف في الإنسان، فلا تجب عبادة من صلاة أو صيام أو حج  أو غيرها على من لا عقل له كالمجنون وإن كان مسلما بالغا، لقوله صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل. اهـ.

ومن المعروف عند أهل الاختصاص أن الفصام مرض عقلي وليس مرضا نفسيا، وقد قرر المتخصصون أنه ليس كل مرض نفسي أو عقلي ترفع معه المسؤولية، فمنها ما هو كذلك، ومنها ما هو دون ذلك. ومرد ذلك إلى أهل الاختصاص من الأطباء.

وما يمكن قوله في جواب السائل الكريم هنا: هو أن الظاهر من حاله أن عقله معه، وأنه مدرك للأمور، فالأصل أنه مكلف وليس عنده شيء من عوارض عدم الأهلية، فيستصحب هذا الحال إلى أن يثبت خلافه، خاصة وأن السائل الكريم يصف نفسه بأنه غير مواظب على الصلاة، ومعنى ذلك أنه يصلي أحيانا، ونظن أنه يحتاج لمزيد مجاهدة ومثابرة ومصابرة ليحافظ على الصلاة في جميع الأوقات، كما يمكنه أن يستفيد من نصائح الأطباء المتخصصين ويواصل العلاج، فقد ذكر بعض أهل الاختصاص أن الفصام الوجداني الذي يشكو منه السائل يشفى بسرعة أكبر من أنواع الفصام الأخرى ولله الحمد.

كما نوصي السائل الكريم بمراجعة قسم الاستشارات عندنا ليستفيد من الناحية الطبية. ويمكن على سبيل المثال مراجعة هذه الاستشارة على الرابط التالي:

http://www.islamweb.net/consult/262388.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة