السؤال
ما معنى الاضطباع، والرمل، والعج، والثج؟
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاضطباع في اللغة: افتعال من الضبع، وهو وسط العضد، وقيل: الإبط (للمجاورة).
ومعنى الاضطباع المأمور به شرعا: أن يدخل الرجل رداءه الذي يلبسه تحت منكبه الأيمن، فيلقيه على عاتقه الأيسر، وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة، ويطلق عليه: التأبط، والتوشح.
والاضطباع في طواف القدوم، مستحب، عند جمهور الفقهاء، فعن يعلى بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعا، وعليه برد. رواه ابن ماجه، والترمذي، وصححه، وأبو داود، وقال: ببرد له أخضر. وأحمد، ولفظه: لما قدم مكة طاف بالبيت وهو مضطبع ببرد له حضرمي. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، اعتمروا من جعرانة، فرملوا بالبيت، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم، ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى. رواه أحمد، وأبو دود، وسكت عنه، ورجاله رجال الصحيح.
فإذا فرغ من الطواف، سواه، فجعله على عاتقيه.
الرمل -بتحريك الميم-: الهرولة، وأحسن بيان لمعنى الرمل قول صاحب النهاية: رمل يرمل رملا ورملانا: إذا أسرع في المشي، وهز كتفيه.
والرمل سنة من سنن الطواف، يسن في الأشواط الثلاثة الأولى من كل طواف بعده سعي، وعليه جمهور الفقهاء، وسنية الرمل هذه خاصة بالرجال فقط دون النساء، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثا، ومشى أربعا، وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة، وفي رواية: رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر ثلاثا، ومشى أربعا. وفي رواية: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف في الحج والعمرة أول ما يقدم، فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت، ويمشي أربعة. متفق عليه.
العج: هو رفع الصوت بالتلبية باعتدال، وهو مستحب للرجال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله: أي الحج أفضل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: العج، والثج.
والثج: إسالة دماء الهدايا، وقال تعالى: وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا {النبأ:14}، أي: سيالا.
والله أعلم.