نشكركم على أجوبتكم لنا في السابق، فضيلة الشيخ هذا سؤال آخر: أختي تعاني كثيرا من الوسواس، وفي يوم اشترى أخي كيسا من الدقيق من القمح فوضعه أمام المنزل على الأرض فلا تريد أختي هذه أن تصنع به الخبز، وقالت إن الكلاب تمشي أمام المنزل بالليل ستترك نجاسة لعابها فتصيب ذلك الدقيق فمن أكله أخاف أن أضره و أكون آثمة، وهي تسبب لنا الأذى بمثل هذه التصرفات السخيفة. فما توجيهكم لها جزاكم الله أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن تعالى أن يعجل بالشفاء التام والعافية لأختكم ولجميع مرضى المسلمين.

وقد سبق لنا أن ذكرنا شيئا من علاج الوسواس وما يتعلق به في الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 5344، والفتوى رقم: 13277. فنرجو أن تطلع عليها للفائدة.

فعليكم أن تبينوا لهذه الأخت بالطريقة المناسبة أن الأصل في الأرض الطهارة، وأن وضع الكيس عليها لا يضر ولو مرت عليه الكلاب وغيرها ففي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل.

وروى مالك في الموطإ أن عمر بن الخطاب خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص رضي الله عنهم حتى وردوا حوضا فقال عمرو بن العاص لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟ فقال عمر بن الخطاب: يا صاحب الحوض لا تخبرنا فإنا نرد على السباع وترد علينا.

فإذا كان ورود السباع على الحوض وشربها منه لا ينجسه فأحرى أن لا ينجس مرورها على كيس يابس.

ولذلك فإن عليكم أن تبينوا هذه الأحكام لهذه الأخت وأن تبادروا إلى علاجها قبل أن يستحكم فيها الوسواس.

والله أعلم.