السؤال
هل يمكن أن يكون في المباح أضرار وفي الحرام منافع ؟ وهل يمكنني أن أطرح عليكم المزيد من الأسئلة لأنني أحس أنني ربما أثقل عليكم؟ وأسأل الله أن يجعلني مثلكم فإنني أحسبكم على خير.
هل يمكن أن يكون في المباح أضرار وفي الحرام منافع ؟ وهل يمكنني أن أطرح عليكم المزيد من الأسئلة لأنني أحس أنني ربما أثقل عليكم؟ وأسأل الله أن يجعلني مثلكم فإنني أحسبكم على خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد تشتمل الأمور المباحة أو الواجبة على بعض المفاسد من جهة، كما يمكن أن تشتمل الأمور المحرمة على بعض المنافع من جهة، لكن العبرة بغلبة المنفعة أو المفسدة، فما أباحه الشرع أو أمر به فمنفعته غالبة على مفسدته ، وما نهى الشرع عنه مفسدته غالبة على منفعته. يقول ابن تيمية: فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها. فتاوى ابن تيمية. فالجهاد في سبيل الله فيه مشقة على النفس لما فيه من التعرض للقتل أو الجرح ، لكن منفعة إعلاء كلمة الله وكسر شوكة أعداء الدين منفعة عظيمة تهون في جانبها مشقة القتال. قال تعالى: كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. {البقرة : 216}. وكذلك في الخمر والميسر منافع للناس من اكتساب الأموال وغيره، وفيهما مفاسد في الدين والعقل والمال، لكن هذه المفاسد أعظم من منفعتهما. قال تعالى: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما. {البقرة : 219}. ونحن نشكر لك حرصك على معرفة أحكام الشرع و حسن ظنك بموقعنا، و لا نتضجر من كثرة الأسئلة ما دامت لحاجة العمل أو التعلم ، لكن ننبهك إلى أن التعمق والتكلف في السؤال أمر مذموم شرعا وفيه إضاعة لوقت السائل والمسؤول، فينبغي الحذر من السؤال فيما لا ينفع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :".... ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شىء فدعوه. متفق عليه. والله أعلم.