السؤال
هل الصلاة في مكان فيه موسيقى أو عند سماع التلفزيون وبه موسيقى يبطل الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأولى بالمسلم أن يصلي بمكان لا يجد ما يشوش على ذهنه ويشغله عن حضور القلب في الصلاة، وفي التلاوة والدعاء بها والخشوع. لما في حديث مسلم: فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه.
وفي حديث الصحيحين: من توضأ مثل وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشيء غفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي حديث الحاكم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه.
ويدل لضرورة البعد عما يشغل في الصلاة من المناظرات والمسموعات ما في حديث الصحيحين:أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني عن صلاتي آنفا. انتهى.
قال ابن حجر يستنبيط منه كراهية كل ما يشغل عن الصلاة.
وقال النووي في المجموع: تكره الصلاة إلى ثوب فيه صور وما يلهي. انتهى.
وأما الصلاة في مكان فيه موسيقى فهي محرمة لأن سماع الموسيقى محرم كما بينا في الفتوى رقم: 66001، والفتوى رقم: 54316.
فقد بينا جملة من النصوص النبوية الدالة على التحريم.
وأما عن إبطال الصلاة فإذا كان قليلا فإنه لا يبطل وأما إذا كثر جدا فإنه يبطلها كما قال ناظم مختصر الأخضري في إباحة سماع الخبر إذا قل وإبطال الصلاة إذا كثر:
كذلك إنصات لمخبر وقل وطوله جدا به البطلان حل
وقد نص على الإبطال به أيضا الخرشي في شرح المختصر، وكذا العدوي والدسوقي وعليش ومثلهم الدردير في شرح أقرب المسالك.
والله أعلم.